السؤال الذي يطرح نفسه والذي يجب على كل مسلم ان يسأله..هل نعرف نحن المسلمون حقا ربنا الحقيقي كي نتمكن من تقديمه لمن لايعرفه ؟
لقد عرفنا الله المزيف الذي قدمته لنا كتب التراث والتفسير والحديث بشقيها السني والشيعي ولم نعرف الله الحقيقي الذي قدمه لنا القرآن الكريم..
عرفنا رب يتعقب زلات عبده الضعيف الفقير وخطاياه البسيطة ويتوعده بالويل والثبور والعذاب والجحيم لمجرد ان نسى ان يغسل عقبيه في الوضوء او غفل عن صلاته او فطر يوم صيامه ..رب يعلق النساء من شعورهن ويسلخ فروات رؤوسهن لانهن لم يتحجبن..رب يشوي جسد مخلوقة من خلقه دون ان يشفع لها اي فعل صالح لمجرد ان رجال غرباء شموا رائحة عطرها ..رب يخلد عبدا من عباده في النار لمجرد انه حبس قطة
رب يجعل وجه المرأة وشعرها وصوتها عورة وبالعكس من الرجل رغم انه هو الذي خلق كليهما
وفي المقابل هو رب غفور رحيم يحرم النار على وجوه الاغنياء والفاسدين والقتلة والمنحرفين بمجرد ان يشهدوا ولو في سكرة الموت على كونه اله واحد وان محمدا عبده ورسوله..
رب يوعد الطاغية وآكل السحت الحرام بقصر في الجنة بمجرد ان يبني مسجدا في الارض..
رب يصفح عن البغاة والمجرمين بمجرد ان يواظبوا على قراءة بضع سور من كتابه رغم انه القائل في تبليغه كل نفس بما اكتسبت رهينة..
رب يطلب من عباده ان يقتلوا ويسبوا ويعتدوا لنشر دينه رغم انه هو القادر ان يقول لكل شئ كن فيكون..
رب يامر بقتل المرتد عن دينه رغم انه هو القائل ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
رب لايستمع لدعوات عباده الا بواسطة عبد من عباده رغم انه هو القائل ونحن اقرب اليه من حبل الوريد..
رب يعادي الفكر واستخدام العقل والمعرفة ويعتبر النقاش في ثوابت الدين بدعة وزندقة وكفر رغم انه هو الذي يدعونا في عشرات المواضع في كتابه الى التفكر واستخدام العقل والمعرفة ..
رب يامر رسوله بمقاتلة الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا هو وان محمدا عبده ورسوله رغم انه هو القائل في قرآنه لااكراه في الدين
رب يمجد دكتاتورية الفرد ويطلب من عباده السمع والطاعة لاولي الامر بغير نقاش ولا محاججة رغم انه هو الذي قدم لنا اقدس واعظم درس في حرية الرأي والتعبير عندما سمح للشيطان ان يحاججه وعلى الملأ في امر خلقه
رب يقدم لعباده الف عذر لقتل النفس البشرية رغم انه يقول لنا في قرآنه ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ..
ربنا المزور الذي نعرفه قدمه لنا الكهنوت الديني وكتب التراث والحديث وربنا الحقيقي الذي لانعرفه قدمه لنا القرآن الكريم..
لكي ننهض من المستنقع الآسن الذي نحن فيه نحتاج الى ثورة ثقافية كبرى تعم عقول وديار المسلمين..
ثورة تعصف بالبالي والاسطوري والخرافي وتجتث هذا التراث الذي جعلنا كقطيع من الخراف من جذوره..ثورة تصحح بوصلة وتجاه عقولنا من القرن السابع الى القرن الواحد والعشرين..ثورة تطيح بالبخاري ومسلم والطبري والكافي وبحار الانوار..
ثورة تصادر من عقولنا قميص عثمان وضلع الزهراء المكسور..ثورة تزلزل الثوابت وتجعلنا نقدس الاحياء ونحترم الاموات..ثورة يستقيم فيها العقل وينقلب فيها المنطق المقلوب.ثورة تستخدم فيها كل منشطات العقل ومهدئات الخرافة ومضادات الاسطورة ومحفزات الحب والتقبل والاختلاف..ثورة لانحتاج فيها الى كاسحات الغام بل الى كاسحات الدجل والظلام..حينها فقط سنفلح..
بقلم : فارس المهدي