عين على الحقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتشرف بدعوتكم للإنضمام إلى أسرة منتديات عين على الحقيقة
أو مشاركتنا أفكاركم لتطوير المنتدى .. من خلال ترك ملاحظاتكم في القسم الإداري ( منتدى بيت الزائر )
ولكم كل المحبة
عين على الحقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتشرف بدعوتكم للإنضمام إلى أسرة منتديات عين على الحقيقة
أو مشاركتنا أفكاركم لتطوير المنتدى .. من خلال ترك ملاحظاتكم في القسم الإداري ( منتدى بيت الزائر )
ولكم كل المحبة
عين على الحقيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عين على الحقيقة

حقائق,وضوح,متابعة أحداث,دين,مجتمع,خبر,بدون خوف,بدون تحيّز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الزكاة والصدقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin_m
Admin
admin_m


عدد المساهمات : 400
تاريخ التسجيل : 11/12/2009
العمر : 47

الزكاة والصدقة Empty
مُساهمةموضوع: الزكاة والصدقة   الزكاة والصدقة I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 22, 2017 5:09 pm

السُّؤال الثَّاني: ما هو مفهومُ الزَّكاةِ التي وردَتْ في القرآنِ الكريمِ ؟ ومَن يَستَحِقُّها ؟ وبماذا تختلفُ عن الصَّدقَةِ ؟

الجوابُ الثَّاني بإذنِ اللهِ:

أجمعَ رجالُ السُّنَّةِ والشِّيعةِ على أنَّ الزَّكاةَ والصَّدقةَ محصورتانِ بالمالِ، واتَّفَقوا على أنَّ الزَّكاةَ فريضةٌ والصَّدقةَ نافلةٌ ولكنَّهم اختلفوا في التَّفريق بينهما، فرجالُ السُّنَّةِ استشهدوا بآيةِ الصَّدقاتِ على الزَّكاةِ، واعتبروا الصَّدقةَ أعمَّ من الزَّكاةِ وشاملةً لها، فكلُّ زكاةٍ صدقةٌ وليس كلُّ صدقةٍ زكاةٌ أمَّا الشِّيعةُ فاختلفوا معهم بالخمسِ حيثُ أنَّ السُّنَّةَ ألغَوا الخُمْسَ بينما الشِّيعةُ يؤكِّدونَ على الخمسِ ويعتبرونَهُ حقَّ اللهِ في المغانمِ.

بالنسبةِ للصَّدقاتِ عندَنا هي ما يُقدَّمُ مِن معروفٍ سواءَ كان مالًا أو مساعدةً أو عملًا صالحًا، وقد ذكرَها تعالى في آيةِ الصَّدقاتِ بقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ الله وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فالصَّدقةُ عندنا فريضةٌ ومخصَّصَةٌ كما وردَ في الآيةِ، وليست نافلةً كما تقولُ مراجعُ الشِّيعةِ، ولا يجوزُ أن تُعطى لغيرِ المذكورينَ في الآيةِ كما تقولُ مراجعُ السُّنَّةِ، حيث قالوا: يجوزُ إعطاؤها للغنيِّ والقويِّ المكتَسِبِ، والسَّببُ أنَّهم خلَطُوا بين مفهومِ الزَّكاةِ والصَّدقةِ.
كما تقولُ مراجعُ السُّنَّةِ أنَّهُ يجوزُ إعطاءُ الصَّدقةِ للكفَّارِ والمشركينَ مستشهدينَ بقوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، حيث اعتبروا أنَّ الأسيرَ في دارِ الإسلامِ لا يكونُ إلا مشركًا، وبالطَّبعِ فإنَّ فهمَهُم لهذا خاطئٌ لأنَّهُ مخالفٌ لقولِ رسولِ اللهِ (ص): (المُتَصَدِّقُ على أعدائِنا كالسَّارقِ في حَرَمِ اللهِ ورسولِهِ).

أمَّا بالنسبةِ للزَّكاةِ فهي ركنٌ من أركانِ الإسلامِ يجبُ أداؤها، لكنَّ المشكلةَ كيفَ يكونُ أداؤها، فمصادرُ السُّنَّةِ تقولُ: هي إخراجُ قَدْرٍ مخصوصٍ من مالٍ مخصوصٍ كالذَّهبِ والفضَّةِ وسائرِ النُّقودِ الورقيَّةِ والأنعامِ وغيرها بشروطٍ مخصوصةٍ يُصرَفُ لجهاتٍ مخصوصةٍ. كما أنَّ مصادرَ الشَّيعةِ ذكرَتْ أنَّهُ كلَّما قُرِنَتِ الزَّكاةُ بالصَّلاةِ في كلامِ اللهِ وكلامِ رسولِهِ قُصِدَ منها مُطلقَ حَقِّ اللهِ في المالِ والذي منه: حَقُّهُ فيما بلغَ النِّصابُ من النَّقدين- أي الذَّهب والفضَّة- والأنعامِ والغلَّاتِ أي الصَّدقاتِ الواجبةِ

ما يُميِّزنا عن البقيَّةِ كعلويِّينَ أنَّنا نرتقي بمفهومِنا للزَّكاةِ عن المادَّةِ والمالِ إلى درجةٍ أعلى، فقد قُرِنَتْ فريضةُ الزَّكاةِ بفريضةِ الصَّلاةِ في سِتٍّ وعشرينَ آيةٍ من كتابِهِ الكريمِ، فما هو سِرُّ ذلكَ ؟
لو كانت الزَّكاةُ مرتبطةً بالحَولِ أو مرتبطةً بالفطرِ كما يقولونَ لكانَ القرآنُ الكريمُ قد رَبَطَها بشهرِ رمضانَ مثلًا، لكنَّها مرتبطةٌ بالصَّلاةِ، وهي خمسُ صلواتٍ يوميَّةٍ مفروضةٍ على كلِّ المسلمينَ، ليُعطِيَها المعنى الأكبرَ المرتبطَ بالصَّلاةِ.
فالزَّكاةُ كالصَّلاةِ لها رسمٌ ماديٌّ وحقيقةٌ عقليَّةٌ، والمنطقُ يقولُ أنَّه لابدَّ أن تكونَ الزَّكاةُ المبذولةُ من غيرِ العالمِ إلى العالمِ عينيَّةً ماديَّةً وفقَ استطاعتِهِ المعبَّرِ عنها بالمقدارِ المخصَّصِ كحدٍّ أدنىِ، حيث سئل الإمام الصادق (ع): كم تجبُ الزَّكاةُ من المالِ؟ فقال: (أمَّا الظَّاهرةُ ففي الألفِ خمسةٌ وعشرونَ، وأمَّا الباطنةُ فلا تستأثِرْ على أخيكَ بما هو أحوجُ إليهِ منكَ).
وهي ليسَتْ أجرًا لهُ على عملِهِ، وبالتالي لا يجوزُ أن تكونَ مصدرًا لثراءِ البعضِ، بل تُعطَى للمستحقِّينَ، حيث قالَ الإمام الصادق (ع): (لا يَحلُّ أن تُدفَعَ الزَّكاةُ إلاَّ لأهلِ الولايةِ)، ولا يجوزُ أن تُعطى للكفارِ والمشركينَ مثلُها مثلُ الصَّدقَةِ لقولِ الإمام علي كرّمَ اللهُ وجهَهُ:
لا تَصْنَعِ المعروفَ في سَاقطٍ … فَذَاكَ صُنْعٌ ساقِطٌ ضائعُ
أمَّا الزَّكاةُ من العالمِ إلى غيرِ العالمِ فهي زكاةُ العلمِ لقولِ الإمامِ الصَّادق (ع): (زكاةُ العلمِ بذلُهُ لمستحقِّيهِ)، والمستحقُّونَ هم أهلُهُ المقرُّونَ، وهو معنى قول الرَّسولِ (ص): (جَنِّبوا مساجدَكم بَيعَكُم وشِراءَكم وخُصُوماتِكم.. زَكُّوا أموالَكُمْ تُقْبَلُ صلاتُكُم).

وفي الحقيقةِ، إذا كانتِ الصَّلاةُ عبارةً عن الاتِّصالِ بالتَّوجُّهِ إلى وجهِ الحقِّ، والانقطاعِ عمَّا سواهُ كليًّا، فإنَّ الزَّكاةَ عبارةٌ عن تزكيةِ العبدِ من يقينِ وجودِهِ، وهو الإخلاصُ الذي ذكرَهُ سيِّدنا المسيح (ع) بقوله: (الحقَّ أقولُ لكم: لَعَمْرُ اللهِ إنَّ المرائينَ يصلُّونَ كثيرًا في كلِّ أنحاءِ المدينةِ ليَنظُرَهم الجمهورُ ويَعُدَّهُم قدِّيسينَ، ولكنَّ قلوبَهم ممتلئةٌ شرًّا، فهم ليسوا على جِدٍّ فيما يطلبونَ، فمِن الضروريِّ أن تكونَ مخلصًا في صلاتِكَ إذا أحبَبْتَ أن يَقبلَها اللهُ).
لذلكَ أمرَ اللهُ عبادَهُ المؤمنينَ بإقامةِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ، وجعلَ إيتاءَ الزَّكاةِ بعدَ إقامةِ الصَّلاةِ فَرْضًا لازِمًا دلالةً على وجوبِ الإفرادِ بعدَ الإثباتِ اجتنابًا للوقوعِ بالشِّركِ لقوله تعالى: (وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ).

نكتفي لعدمِ الإطالةِ واللهُ أعلمُ.
الدكتور: أحمد أديب أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://a-a-hakeka.ahlamontada.net
 
الزكاة والصدقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عين على الحقيقة :: القسم الديني :: مقالات خاصة-
انتقل الى: