عين على الحقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتشرف بدعوتكم للإنضمام إلى أسرة منتديات عين على الحقيقة
أو مشاركتنا أفكاركم لتطوير المنتدى .. من خلال ترك ملاحظاتكم في القسم الإداري ( منتدى بيت الزائر )
ولكم كل المحبة
عين على الحقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتشرف بدعوتكم للإنضمام إلى أسرة منتديات عين على الحقيقة
أو مشاركتنا أفكاركم لتطوير المنتدى .. من خلال ترك ملاحظاتكم في القسم الإداري ( منتدى بيت الزائر )
ولكم كل المحبة
عين على الحقيقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عين على الحقيقة

حقائق,وضوح,متابعة أحداث,دين,مجتمع,خبر,بدون خوف,بدون تحيّز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لحم الخنزير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin_m
Admin
admin_m


عدد المساهمات : 400
تاريخ التسجيل : 11/12/2009
العمر : 47

لحم الخنزير Empty
مُساهمةموضوع: لحم الخنزير   لحم الخنزير I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 26, 2017 12:23 pm

السُّؤال الخامس: ما هي أسبابُ تحريمِ لحمِ الخنزيرِ؟ وهل يقتصرُ الأمرُ على اللَّحمِ المأكولِ؟ وهل يحلُّ في شروطٍ معيَّنةٍ؟ وما هو مفهومُنا العلويُّ في تحريمِ لحمِ الخنزيرِ؟

الجوابُ الخامس بإذن اللهِ:

يعتقدُ البعضُ أنَّ لحمَ الخنزيرِ محرَّمٌ فقط عندَ المسلمينَ وفي القرآنِ الكريمِ وأحاديثِ أهلِ البيتِ (ع)، ونحن نؤكِّدُ على ذلكَ ونتمسَّكُ به، فالتَّحريمُ والتَّحليلُ ليسَ من اختصاصِ البشر، بل مَن يحلِّلُ اللهُ والرَّسولُ في القرآنِ الكريمِ وأهلُ البيتِ (ع) لأنَّهما الثَّقلانِ اللذانِ لا يفترقانِ أبدًا والحديثُ معروف.
لكن لا يمكن إغفالُ تحريمِ لحمِ الخنزيرِ من قبلِ أصحابِ الرِّسالاتِ السَّابقةِ، لأنَّ دينَ اللهِ واحدٌ، فحتَّى لو اختلفَتِ الشَّرائعُ فإنَّهُ من غيرِ اللائقِ أن يحلِّلَ سيِّدنا محمَّد (ص) ما حرَّمهُ سيِّدَانا عيسى وموسى (ع)، أو يحرِّمَ ما حلَّلوهُ، وإلا لانتَفَتِ العصمةُ وانْتَفَتْ إلهيَّةُ الدَّعوةِ النَّبويَّةِ لكلِّ نبيٍّ، لكنَّ الاختلافَ بطريقةِ التَّطبيقِ للشَّريعةِ مع المحافظةِ على جوهرِ الدِّينِ الحقِّ.

وفيما يتعلَّقُ بسؤالِ السَّائلِ فإنَّ لحمَ الخنزيرِ محرَّمٌ عند كلٍّ من أنبياءِ اللهِ موسى وعيسى ومحمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهم، فقد وردَ في الإصحاحِ الأوَّلِ من العهدِ القديمِ: (كُلُّ ما شُقَّ ظلفُهُ وَقَسَمَهُ ظِلفين، وكُلُّ ما يَجْتَرُّ من البهائمِ فلا تأكلوهُ. فالجملُ لا يَجْتَرُّ لكنْ يُشَقُّ ظلفُهُ فهو نَجِسٌ لكم، كذلك الأرنبُ والخنزيرُ لا يُشَقُّ ظلفُهُ ولكنَّهُ يَجْتَرُّ فهو نجسٌ لكم)، كما وردَ في إنجيلِ برنابا أنَّ أحدَ الكتبةِ قالَ: إنْ أكلتُ لحمَ الخنزيرِ أو لحومًا أخرى نَجِسَةً أفلا تُنَجِّسُ هذهِ ضَميري؟ فأجاب سيِّدنا المسيح (ع): (إنَّ العصيانَ لا يَدخلُ الإنسانَ بل يخرجُ من الإنسانِ من قلبِهِ، ولذلكَ يكونُ نجسًا متى أكلَ طعامًا محرَّمًا)، ولهذا فإنَّ أكلةَ لحمِ الخنزيرِ يتطبَّعونَ بطبعِهِ النَّجسِ فتجدُهم قومًا هجروا الأخلاقَ واتَّبعوا أقبحَ الرَّذائلِ.
أمَّا في القرآنِ الكريمِ فقد نزلَ تحريمُ لحمِ الخنزيرِ واضحًا بيِّنًا في أكثرِ من موضعٍ ومنهُ قوله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
وقد ذكرتِ السُّنَّةُ والشِّيعةُ أنَّ اللهَ تعالى حرَّمَ لحمَ الخنزيرِ، ولا يباحُ بحالٍ من الأحوالِ لمسلمٍ أن يتناولَ منه شيئًا إلَّا في حالةِ الضرورةِ التي تتوقَّفُ فيها صيانةُ حياتِهِ على تناولِهِ، كما لو كانَ في مفازةٍ ولا يجدُ طعامًا سواهُ؛ وفقًا لقاعدةِ أنَّ الضروراتِ تبيحُ المحظوراتِ وفقاً لنصِّ الآيةِ
ولم يأتِ هذا التَّحريمُ عبثًا، فقد وردَ عن الإمامِ الباقرِ (ع) قوله: (إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لم يُحرِّمْ ذلكَ على عبادِهِ ويُحِلَّ لهم ما سوَى ذلكَ من رغبةٍ فيما أحلَّ لهم ولا زهدٍ فيما حرَّمَهُ عليهم، ولكنَّه تعالى خلقَ الخلقَ فَعَلِمَ ما تقومُ به أبدانِهم، وما يَصلحُ لهم فأحلَّهُ لهم وأباحَهُ، وعَلِمَ ما يضرُّهم فَنَهاهُمْ عنهُ وحرَّمَهُ عليهم)، وقد ثَبَتَ احتواءُ عضلةِ لحمِ الخنزيرِ على الدُّودةِ الشَّريطيَّةِ المُسَلَّحةِ وعلى حمضِ البوليكِ بكثرةٍ، وذلك يُسَبِّبُ نوباتِ صَرَعٍ وَشُحُوبًا وآلام مَفَاصِل…. إلخ.

وأمَّا السَّببُ الرُّوحيُّ في التَّحريمِ فقد وردَ في قولِ الإمامِ الرِّضا (ع): (حُرِّمَ الخنزيرُ لأنَّه مسخٌ، جعلَهُ اللهُ تعالى عِظَةً للخلقِ وعبرةً وتخويفًا، ودليلًا على ما مَسَخَ على خلقَتِهِ، ولأنَّ غذاءَهُ أقذرُ الأقذارِ)، حيثُ أنَّ اللهَ تعالى مسخ قومًا في صورٍ شتَّى كالخنازير والقردة كما جاءَ في كتابِهِ.

لكنَّ السُّؤالَ الأهمَّ: هل قولُهُ تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) يحلِّلُ لحمَ الخنزيرِ في حالاتٍ خاصَّةٍ؟ وهل يقصدُ الإمامُ الباقرُ (ع) بقولِهِ: (أحلَّهُ للمضطَّرِ في الوقتِ الذي لا يقومُ بدنُهُ إلا بِهِ) تحليلَ أكلِ لحمِ الخنزيرِ؟

وبناءً عليه نطرحُ بعضَ التَّساؤلاتِ:
هل يجوزُ للإنسانِ أن يأكلَ لحم إنسانٍ ميتٍ إن كان جائعًا؟ وهل يجوزُ أن يسفكَ دمَهُ فيشربَ منهُ إن كانَ عَطشانًا؟ ولماذا يطبِّقون معيارَ الاضطرارِ على لحمِ الخنزيرِ فقط؟
لنفرضْ أنَّنا في مَفَازةٍ (أي غابةٍ) وبقينا فيها لشهرٍ كاملٍ وليسَ فيها من الحيواناتِ إلَّا الخنازير، فهل يجوزُ لنا أن نصطادَ خنزيرًا فنأكلَ لحمَهُ لِنَقتاتَ ونشربَ دمَهُ لنرتويَ حتى لا نموت؟ وما هو الضَّررُ الحاصلُ جرَّاءَ أكلِهِ وشربِ دمِهِ؟ لماذا لا نأكلُ الأعشابَ وأوراقَ الأشجارِ ونرتوي من ماء النَّدى وكلُّهُ متوفِّرٌ في المفازةِ، أفليسَ هذا أسلَمُ؟
من جهةٍ أخرى أثبتَ العلمُ أنَّ الخمرَ له فوائدُ كثيرة إذا تمَّ تناولُهُ باتِّزانٍ، لكنَّهُ مضرٌّ عندَ الإكثارِ منه والشُّربِ حتَّى السُّكرِ وذهابِ العقلِ، وهذا ليس موضعُ حديثِنا، لكنَّنا سُقنا هذا المثال لنتساءلَ: لماذا يحرِّمونَ الخمرَ حتى في وقتِ الاضطرارِ ويبيحونَ لحمَ الخنزير في وقتِ الاضطرارِ؟ وما هذا التَّناقضُ في الأحكامِ؟

هنا نجيبُ على التَّساؤلِ الأساسيِّ: لماذا لم يقلِ القرآنُ: (فَمَنِ اضْطُرَّ لأكلِهِ)، بل قال: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)؟
إنَّ العاقلَ اللبيبَ ينطلقُ من الإشاراتِ القرآنيَّةِ في كتاب اللهِ الذي ينزلْ عبثًا ولم يكن ساذجًا سطحيًّا معاذَ اللهِ، بل تحدَّثَ بالأمثالِ التي يفهمُها المتفكِّرونَ، فالأكلُ لا يعني الأكلَ الماديَّ بالفمِ والأسنانِ، كقوله تعالى في آياتٍ متعدِّدةٍ: (أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ…، وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ…، الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا…، يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى…)، علمًا أنَّ آيةَ تحريمِ لحمِ الخنزيرِ لم يذكرْ فيها الأكلَ، بل حرَّمهُ بالمطلقِ، وهو أكلُهُ ولمسُهُ وارتداءُ جلدِهِ ووووإلخ، والمقصودُ بكلِّ هذا حسِّيًّا تحريمُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله، ويريدُ بهِ عقليًّا تحريمُ الاعتقادِ بأصولِ أهلِ الرِّدَّةِ وأهلِ البِدَعِ وأهلِ الفتنةِ ومَن كانَ مِن أتباعِهمِ مخالفينَ للحقِّ، فعلومُهم محرَّمةٌ على المؤمنينَ أن يعتقدوا بها ويتبنُّوها على الإطلاقِ، فَمَنِ اضطُّرَّ على التَّستُّرِ بها تقيَّةً لا الاعتقادِ بها إيمانًا فلا إثمَ عليهِ، بشرطِ أن يكونَ: (غيرَ باغٍ) أي غير داعمٍ لها وناشرٍ لها، كأنْ يقولَ: إنَّ معاويةَ أميرُ المؤمنين!! وهذا ليس بتقيَّةٍ، بل بغيٌ ونفاقٌ؟ (ولا عادٍ) أي متعدٍّ على أهلِ الحقِّ ومحاربٌ لهم، كأنْ يحاربَ العلماءَ إذا ذمُّوا أعداءَ الحقِّ بحجَّةِ أنَّهُ يحاربُ الفتنةِ، وهو في الحقيقةِ مُفتِنٌ بجمعِهِ بينَ أولياءِ الحقِّ وأعدائِهِ لقولِ الإمام علي كرَّمَ اللهُ وجهَهُ: (لا يجتمع حبُّنا وحبُّ أعدائِنا في جوفِ إنسانٍ).

نكتفي لعدمِ الإطالةِ واللهُ أعلمُ.

الدكتور أحمد أديب أحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://a-a-hakeka.ahlamontada.net
 
لحم الخنزير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عين على الحقيقة :: القسم الديني :: مقالات خاصة-
انتقل الى: