admin_m Admin
عدد المساهمات : 400 تاريخ التسجيل : 11/12/2009 العمر : 47
| موضوع: رسالة سورية مترجمة الى رونالد ريغان الإثنين ديسمبر 12, 2011 11:03 pm | |
| لابد من الاعتراف اننا مختلفون مع اعلام الدعاية السوداء للمعارضة وحاضنيهم في الفصل والتمييز بين الثورة والمؤامرة ..فما نسميه مؤامرة يسميه اعلام الدعاية السوداء "ثورة" ..ومانسميه ثورة يسميه ذلك الاعلام الأسود "مؤامرة".. ولكن كيف نميز الثورة من المؤامرة؟ ان ذلك يشبه التمييز بين ابن شرعي من زواج شرعي وبين ابن حرام لزواج سياحي كتب عقده على عجل سترا للفضيحة .. ويشبه التمييز بين جان فالجان (في "بؤساء" فيكتور هوغو) وبين أرسين لوبين (لموريس لابلان) ..
الجواب بسيط للغاية .. فالمؤامرة يتولاها دائما أباء روحيون يكونون حاضنين مراوغين محتالين وكذابين وأفاقين يحرضون عبر الدعاية السوداء ويمارسون خداع شعب ساذج بسيط يعاني أزمة نفسية واقتصادية وأزمة في منظومته الأخلاقية في فترة ما من تاريخه ..وهو هائم بلا قيادة كقطيع حيوانات النو في حقول السافانا ..
أما الثورة فعلى العكس .. فهي لا يتولاها ولايحتضنها الا محرضون شرفاء أنقياء يحفظون العهد والميثاق والوعد وكلمة الشرف ومعروفون بحسن الطوية ولايؤمنون بالدعاية السوداء ولهم أخلاق الفلاسفة .. فيستجيب لهم شعب واسع من صفاته أنه ناضج وطنيا ونظيف النوايا ومحصّن بمنظومة أخلاقية قوية كالفولاذ..
مادعاني الى مقال اليوم هو ماأقرأه يوميا من تمعجات الثورة السورية والتواءات خطابها وتلونه الذي يدل على أن أقل توصيف يناسبها هو "المؤامرة الكاملة" من حيث توفر الحاضن المحتال والقيادة المراوغة والجمهور الساذج الهزيل أخلاقيا وثوريا ..فيما يثبت بالدليل القاطع أن الثورة الحقيقية هي الثورة المضادة التي أطلقها الشعب السوري الواسع ضد الثورة السورية الاستانبولية .. وهذه الثورة المضادة المباركة من الشعب السوري تحقق بالدليل القاطع معنى الثورة الكبرى فهي تتبع قيادة وطنية تحرض على الارتقاء بالمواطنة وترفع من شأن الأخلاق الوطنية في هذه الأزمة فيما يستجيب لها شعب ناضج واسع مذهل بوعيه..تضيق به الساحات والشوارع..ويهز النجوم في السماء بهادر صوته ..
دعونا نمر على بعض تفاصيل الثورة السورية ومفاصلها الرئيسية ..فالاحتجاجات ودون اللجوء لعملية التهرب من الحقيقة يحركها حاضن خليجي -تركي -غربي .. وهنا يجب على المعارضين التحلي بشجاعة الاعتراف .. وهذا الثلاثي يفتقد لمصداقية الحاضن وأخلاقيات الاب الروحي الموثوق .. فلا يمكن أن تغفر الذاكرة الشرقية والوعي الجمعي رزية حاكم قطر وغدره بأبيه وغدره بمن كان صديقه على المستوى الشخصي ولاتستطيع التسليم بفساد حكام الخليج والسعودية .. والناس الذين يقفون على الخط الناصف المتوسط بين المعارضة والسلطة تسأل بتوجس عن امكانية الثقة بوعود أردوغان وأوغلو للثورة وللشعب السوري بل بوعودهما لقيادة مجلس استانبول .. وهما اللذان منحا الرئيس الأسد كل الأمان حتى دخلا داره آمنين مؤتمنين معاهدين على الأمان ليسرقا المفاتيح ويدسّا السم في طعامه ..وينقلبا عليه انقلاب "قصير بن سعيد" ..
أما الحاضن الغربي-الناتوي بالطبع فمهما حاول القرضاوي الافتاء واجبار العقول على ليّ كلمات القرآن والحديث النبوي الشريف للقبول بالروم واليهود فان اللاوعي والعقل الباطن الشرقي العربي والمسلم الحقيقي لايحس بالارتياح لتناقضات القرضاوي الذي قبل كل دعوات الطغاة والتقط الصور التذكارية وجلس مكرما على موائدهم ودعا لهم (بأشرطة موثقة) قبل أن يفتي باسقاطهم عندما طعن الجميع وشكك بشرعيتهم فيما هو يستظل بحكم أميري لاشرعية أخلاقية له ولادينية ولاسياسية .. وهنا تكمن مصيبة الثورجيين الأخلاقية والمنطقية ..أي أن الحاضن الرئيسي "للثورة" الخليجي -التركي -الغربي لايشك أحد في أن سمعته ملطخة وسلوكه محتال مراوغ ووعوده مثقوبة تمارس الطعن في الظهر ..وأخلاقياته مهتوكة العرض على قارعة الطريق..
هذا على مستوى الحاضن أما على مستوى الحامل "الجماهيري" للثورة فان رجل الشارع انتبه الى السوية المتدنية لجمهور الثوار على الأرض وأخلاقياتهم ورآهم بأم عينه كالضباع الهائجة المسعورة حول الرئيس القذافي وأدهشه انحطاطهم الأخلاقي وهم يعرضون جثته شبه عارية حتى تتعفن مع ولده دون احترام لهيبة الموت ورهبة وخشوع النهاية .. بل يلاحظ عقل المواطن العربي كيف أن الأمريكيين بالمقابل لم يتشفوا بعرض جثة بن لادن عدوهم اللدود الأكبر حتى تتعفن قبل القائها في البحر وتعللوا بأن الصور فظيعة ولايريدون استفزاز مشاعر المسلمين ولاارهاق الناس بصور فظيعة ..وهذا أسقط عن الثورة صفة أنها تتحرك بجمهور ناضج واع مضرج بالدم ولكنه متشرب بالأخلاق ..ويغلي بالانسانية ..ولاأدل على ذلك الا أن من قاد الثوار على القذافي علي بلحاج هو نفسه من أطلق سراحه في ليبيا مكرما بعد أن أعيد من أقفاص غوانتانامو ..انها أخلاق رفيعة وشهامة فرسان القاعدة المسلمين !!!
أما خطاب الثورة السورية فهو خطاب "الدعاية السوداء" .. فمما يلاحظ على اعلام الثورجية السوريين أنه يحاول اجتذاب الاقليات الدينية السورية وامتصاص الاتهامات والدلائل اليقينية بأنها ليست ثورة الاخوان المسلمين وليست ذات أنفاس دينية أوطائفية باللجوء متعمدا الى تضخيم دور ومساهمات الأقليات المسيحية والعلوية والدرزية في فعاليات الثورة .. ويلاحظ المتابع لاحدى عينات اعلام الثورجية مايخصص من أخبار وتقارير وتصريحات منسوبة لأسماء مسيحية وعلوية أو درزية وهي أكثر بكثير جدا من حقيقة دور هذه الطوائف في الثورة .. لأن الحقيقة التي لايجب الفرار منها هي أن قلب المعارضة الحقيقي والمشروع التغييري في سوريا يتولاه صقور الحركة الدينية الاسلامية الراديكالية في سوريا والعالم العربي الذي رأينا مواليده تخرج من رحم الربيع العربي ونموذجه الصريح في ليبيا وتونس وانتخابات مصر ..
فتصر مثلا مواقع الثورة على التنويه الى مذهب ودين كل مسيحي وعلوي أو درزي يدلي بتصريح لصالح الثورة حتى لو كان هذا الصوت هزيلا مثل فنان تائه يبحث عن الشهرة..أو موظف معزول من عمله.. بل ان العنوان العريض لبعض الأخبار قد يبدأ بعبارة: المسيحي فلان يقول كذا ..والعلوية فلانة قالت كذا .. فيمنح صوت هؤلاء -وهم أفراد مبعثرون وليسوا جماعات- في الدعاية السوداء مايعادل 25% من حجم التغطية الاعلامية فيما مساهمة تلك الطوائف في الاحتجاجات على الأرض تكاد تكون رقما مهملا لايذكر لضآلته الى حد اقترابه من الصفر ..لأن لهذه الأقليات مخاوفها التي لايستطيع الاعلام الأسود خداعها ..
ويصر المراوغون على ذر الرماد في العيون .. ففي تصريح لأحد المراوغين الحاضنين للثورة وهو أحمد داود أوغلو على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي في بروكسل مايثير السخرية الثورية فهو يقول بأنه يريد أن يطمئن الأقليات وخاصة المسيحية اذا ماسقط نظام الأسد وسيقدم لها ضمانات بذلك..!!! ولكن هل يأمن بعد اليوم أحد لوعود أوغلو بعد درس الغدر الذي تعلمناه منه وبهلوانيات الانقلاب والتنصل من الوعود؟ ..ألم يعط أوغلو وأردوغان الأمان لكل السوريين ومدوا يد السلام والصداقة للرئيس الأسد ..ثم فجأة انقلبوا على هذه الوعود والضمانات وطعنوا صديقهم؟ أي أننا أمام شخص سياسي يغدر علنا ونراه يمد يدا عليها دم صديقه .. ثم يقطع لنا وعدا وعهدا ..لنسلمه أعناقنا..
وهنا دعونا نضحك قليلا على أوغلو لأن عتاة القومية العربية والشوفينيين السوريين المتعلقين بشرقيتهم هم مسيحيون وعلويون لأن ميشيل عفلق (وليس ميشيل كيلو) وزكي الأرسوزي وانطون سعادة هم أمثلة حية على اندماج الأقليات الشرقية في المشاريع الوطنية الكبرى وذوبانهم عاطفيا ووجدانيا مع بقية النسيج الاجتماعي الشرقي المسلم دون ضمانات أوغلو وغيره ..ضمانتهم الوحيدة كانت الحاضن الوطني .. وانبعاث هذه الشخصيات من بين الاقليات يدل على أنها تنتمي لبيئاتها الحاضنة السنية وليس غير ذلك..
وفي نفس التصريح يحاول هذا الأوغلو الضحك على لحى التجار الدماشقة والحلبيين والطبقة البرجوازية السورية بأن الضعوط الاقتصادية جاءت كي تبتعد هذه الشريحة من السوريين عن الرئيس الأسد عبر خسائرها الاقتصادية .. فهذه الأوساط التجارية والبرجوازية كما يعتقد هذا الأوغلو ستتراجع عن الالتفاف حول نظام الحكم عندما تجد أنه صار سببا في تضررها وعندما يقدم لها أوغلو "ضمانات" في السوق الشرق أوسطي الجديد ..وهنا أستطيع أن أتنبأ أن من يقرأ هذه السطور من التجار والبرجوازيين سيضحك ويهز رأسه يمنة ويسرة على هذا الاستغفال والاستهبال التركي ثم يطلب كاسا من الشاي الثقيل يعدل المزاج .. وبالطبع أنا أدعوكم جميعا لاطلاق ضحكة عالية جدا .. جدا .. وشرب كأس من الشاي الثقيل .. لسبب بسيط هو أن الطبقة الوسطى السورية والتجار كان كل مايؤذيهم هو أوغلو نفسه وصداقته للسوريين والرئيس بشار الاسد ونظام الحكم السوري ..وصار بعض هؤلاء التجار "فقروازيا" و"صفروازيا" بعد أن كان "برجوازيا" ..فهذا الأوغلو أراد حول تركيا أصفارا اقتصادية كيلا تسبب له أية مشاكل (صفر مشاكل) .. أي يريد هذا الحاضن المراوغ للثورة السورية والمسمى أوغلو أن يثق به التجار الدماشقة والحلبيون والبرجوازية السورية وكأنهم تجار قطريون من عند حمد وموزة ...
وأدعوكم لضحكة ثانية أعلى من سابقتها عندما نلاحظ أن الحصار الاقتصادي التركي على البرجوازية السورية فتح لها السوق العراقية بزيادة 45% فورا والذي قد يقفز الى مستويات خيالية اذا ما رفض مجلس النواب العراقي (تضامنا مع سوريا وبايعاز من سوريا وايران) التصديق على اتفاق التجارة بين العراق وتركيا قريبا ..أي أن البرجوازيين السوريين سيستفيدون من هذه الغاضوبة التركية وسيلتصقون ليس بالنظام بل بعظام النظام ..وهذا مايريده النظام بالتأكيد ..وربما سينفض البرجوازيون الأتراك عن هذا الأوغلو وأردوغانه ويلتحقون بالنظام السوري اقتصاديا لأنه الرئة الباقية لهم نحو الشرق ..
نخلص من ذلك الى أن الثورة السورية المضادة للثورجيين هي التي تملك ملامح الثورة الحقيقية فحاضنتها القيادية تتمثل في صدق الرئيس الأسد بالاصلاح ونواياه الوطنية وانجازه الوطني تجاه الهجمات الغربية في العراق ولبنان وفلسطين الذي لاينكره الا قليلو الضمير .. فيما أرضية الثورة المضادة للثورجيين تحمل شعبا واسعا جدا ناضجا وواعيا ومدركا لامكاناته ومكانه بين الأمم ..وهذا شعب له ذاكرة قوية واعتداد بنفسه لايضاهى .. ولمن ليست له ذاكرة فانني سأحيله الى حديث قديم للسيد وليد جنبلاط يوم كان هذا الجنبلاط "مناضلا ثوريا تقدميا" يقاتل في معركة سوق الغرب في لبنان تحت راية الرئيس حافظ الأسد ضد حلفاء أميريكا ..
تحدث جنبلاط عن محادثة هاتفية جرت بين الرئيسين حافظ الأسد والأميريكي رونالد ريغان بشأن الأوضاع في لبنان وقال جنبلاط يومها ان الرئيس ريغان قد بدأ يرفع من نبرته ولهجته وهو يتحدث مع الرئيس حافظ الأسد وبدا "يشطح" ويهدد وهنا طلب الرئيس الأسد من المترجم على الخط أن يطلب من الرئيس الأميريكي أن يتوقف لأنه يريد تذكيره بشيء مهم ..وعندما صمت ريغان متوقعا على مايبدو أن يسمع تهدئة وتلطيفا للجو ومحاولة لارضائه لأنه أقوى رئيس دولة في العالم .. وهنا قال الرئيس الأسد للمترجم بهدوء أرجو أن تنبه الرئيس ريغان الى أن لاينسى أنه يتحدث مع حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية .. وطلب المترجم من الرئيس الأسد اعادة الكلمات بالحرف كيلا يحدث خطأ بالترجمة يفضي الى أزمة كبيرة فأعاد الأسد نفس العبارة وبنفس الاصرار: قل للرئيس ريغان ألا ينسى انه يتحدث مع رئيس الجمهورية العربية السورية .. فقام المترجم بنقلها فورا .. فما كان من الرئيس ريغان الا أن هدأ فجأة في اندفاعه وتغيرت لغته تماما وصار يتحدث بديبلوماسية لبقة تعرف حدودها الى أن انتهت المحادثة ..
حاول البعض الاستخفاف بحديث جنبلاط يومها لكن الأحداث أثبتت أن ريغان كان يعرف ماذا يعني تحذير الأسد وبالطبع بعد أسابيع من هذه الحادثة نسف مجهول مبنى قيادة المارينز في لبنان وأعاد 243 جنديا أميريكبا ملفوفين بالعلم الأمريكي الى مقابر أميريكا .. وربما أدرك عندها ريغان ماذا يعني استفزاز رئيس الجمهورية العربية السورية..فعاد بما بقي من جنوده الى أميريكا.. وعادت بعدها نيوجرسي وارتدت عن شواطئ بيروت .
بالطبع كان هذا في ذروة أزمات الرئيس حافظ الأسد في الثمانينات مع الاخوان المسلمين وتواجد الأساطيل الأميريكية قبالة لبنان ..وتحرشات الرئيس صدام حسين بالداخل السوري ومعسكرات تدريب الاخوان لدى الملك حسين ..
الغاية من ذكر هذه الحادثة هي تذكير الثورجيين ومن وراءهم من الحواضن المراوغة بالتالي:
نرجو أن تتنبهوا أنكم لاتتحدثون الى برهان غليون ولا الى رياض الأسعد ولا الى جمهور الدبيحة والعرعور والقرضاوي لاتنسوا أنكم تتحدثون .. الى الشعب السوري ..الذي غسل بالنار آثار القدم الهمجية الأمريكية..وسيغسل بصوت فيروز الأصيل آثار القدم الهمجية في حمص .. وفي كل سوريا
أيها المترجم ..ترجم لهم هذا الكلام ..الى الانكليزية والفرنسية والتركية .. والى العربية "لمن لايفهمها" في الخليج والعالم العربي والمجلس الانتقالي السوري .. بل والى كل اللغات ..
وداعا | |
|