admin_m Admin
عدد المساهمات : 400 تاريخ التسجيل : 11/12/2009 العمر : 47
| موضوع: مملكة آل سعود الوهابية الخميس أبريل 05, 2012 6:21 pm | |
| من كتاب : «السعودية وصناعة الإرهاب الدولي»
كيفيّة وظروف النشأة
بعد أكثر من محاولة امتدّت حوالي قرن ونصف القرن تمكن تحالف آل سعود وآل عبد الوهاب من إقامة كيان سياسي اتسع ليشمل غالبية مساحة شبة الجزيرة العربية متضمناً موطن الدعوة الإسلامية أي الحجاز ومقدسات المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة أي الحرمين الشريفين (الكعبة المشرفة وقبر الرسول الكريم) أطلق مؤسسو هذا الكيان اسم أسرة آل سعود عليه حيث استقر لأول مرة في العصر الحديث اسم دولة منسوباً لأسرة بعينها بعد زوال دولة «آل عثمان» في تركيا التي اغتصب مؤسسوها الخلافة الإسلامية وحكموا بالحديد والنار جل العالم الإسلامي فأجهضوا كل إمكانيات تطوره بيد أن الكيان المعروف باسم المملكة العربية السعودية قد تأسس في ظروف دولية جديدة وظروف إقليمية معقدة وتحت وطأة الهجمة الاستعمارية التي جاءت كنتاج لتحول أوروبا الغربية (أو أهم دولها) وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإمبريالية
الظروف الدولية لنشأة الكيان السعودي :
دشنت الثورة الفرنسية 1789 مرحلة جديدة في التطور الأوروبي وفي إنعاش النزعة الإمبراطورية الأوروبية في عودة هيمنتها على العالم العربي والإسلامي الذي كان عصياً على الغزو الأوروبي منذ طرد الرومان من المنطقة وإقامة الدولة العربية الإسلامية ثم فشل الصليبيون في استمرار وجودهم في العالم العربي الذي ارتدى غطاءً دينياً رغم الحملات الست تحت أسوار عكا ألقى «نابليون بونابرت» خطابه الشهير الذي كان أول وعد لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين وكان هذا الأمر يعكس على نحو ساطع حاجة أوروبا لزرع كيان يهودي (أي قائم على أساس ديني، وذي طبيعة وظيفية في خدمة الغرب الاستعماري الرأسمالي) أي زرع الغرب في شرقنا العربي بهدف استقرار الهيمنة الغربية عليه واستمرت الحملة الاستعمارية الأوروبية على البلدان العربية بحسب ما هو معروف بعد خفوت طال عدة عقود وبعد مقدمات تبلور المشروع الصهيوني السياسي على يد «تيودور هرتزل» الذي تقدم به في مؤتمر «بال» بسويسرا عام 1897 ونلاحظ هنا أن الرأسمالية كانت في هذا الوقت قد بدأت بالتحول من رأسمالية المنافسة الحرة إلى الاحتكار أي إلى الإمبريالية وكان تبلور هذا المشروع في هذا السياق يؤكد أن الصهيونية هي الابنة البكر للإمبريالية سبقت الفاشية والنازية والمكارثية... إلخ بعد نحو عشرين عاماً - نهاية الحرب العالمية الأولى – أي عام 1917 صدر وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين كما تم افتضاح أمر مشروع سايكس- بيكو (بريطاني – فرنسي) لاقتسام العالم العربي فيما بين بريطانيا وفرنسا، وكان المشروع في حقيقته تقسيماً واقتساماً.. أي تقسيم الوطن العربي وتفتيته من ناحية واقتسامه فيما بين الضواري الإمبرياليين من ناحية أخرى
في خضم هذه التطورات والأحداث الهائلة كان العمل يجري على قدم وساق لإقامة الكيان الذي عرف منذ عام 1932 بـ «المملكة العربية السعودية»
ونلاحظ هنا ما يلي :
- إن هذه المحاولة الأخيرة لأسرتي «آل سعود» و«آل عبد الوهاب» قد جاءت متزامنة إلى حدّ يثير الانتباه مع تحول الرأسمالية إلى مرحلة الإمبريالية من ناحية ومع كل من وعد بلفور ومشروع سايكس- بيكو من ناحية أخرى - ولذلك فإنه مما يثير الدهشة أن من أصدروا وعد بلفور (يهودي) ومن صاغوا سايكس- بيكو (وهما وزيران بريطاني وفرنسي يهوديان) وأن من رعى ولعب الدور الأساسي في قيام هذا الكيان «السعودية» كان «ونستون تشرشل» السياسي والقائد البريطاني البارز الذي قام بالدور الأساسي في إقامة الكيان الصهيوني حيث كانت بريطانيا في ذلك الوقت هي القيادة المعترف بها للإمبريالية العالمية وأصبحت يدها غير مغلولة بسبب تسوية الأمور بينها وبين منافستها التقليدية فرنسا بعد وفاقهما وبعد سايكس- بيكو
- إن إنشاء هذه المملكة كان إلى حدّ بعيد على العكس من المحاولات السابقة الفاشلة لتحالف آل سعود وآل عبد الوهاب إذ جاء معتمداً على المساعدة الأجنبية الغربية (بريطانيا أساساً) ولم يكن من الممكن تمريره في ظروف صعود دور الشريف حسين أمير مكة حيث قام البريطانيون بجرجرته إلى خارج الحجاز وإلى خارج شبه الجزيرة العربية برمتها كما هو معروف
- إن إقامة هذا الكيان السعودي جاء في تضاد مع نهج سايكس- بيكو القائم على التقسيم والتفتيت إذ قام على توحيد عدد من الأقاليم في شبة الجزيرة العربية أهمها الحجاز لتكوين مملكة شاسعة تمتد من الخليج إلى البحر الأحمر وتضم المقدسات الإسلامية وهذا يثبت خطأ وجهات نظر البعض الذين رأوا هذه المسألة بشكل إيجابي باعتبار قيام هذا الكيان عملية توحيدية دون إدراك بأن وراء الأكمة ما وراءها
أسس قيام الكيان
تحقق قيام هذا الكيان على الأسس التالية :
- العنف والإبادة : ربما لم يتذكر عالمنا قبل قيام هذا الكيان سوى نموذجين فريدين في محاولة إقامة كيانات سياسية بعنف وصل إلى حد الوحشية والإبادة سوى ما قام به المغول وهو ما كابدت منه منطقتنا العربية الإسلامية وما قام به الأنجلوساكسون في أمريكا الشمالية لإقامة الولايات المتحدة الأمريكية وإبادة سكان البلاد الأصليين (الاختلاف يتركز في الكم وليس في الكيف) قامت مملكة آل سعود بطريقة وحشية حيث تمّت إبادة آل الرشيد حكام نجد السابقين بحدّ السيف وكذا القبائل المناوئة لحكمهم خصوصاً في الحجاز التي كانت مقاومتها أشدّ لسيطرة آل سعود ومذهبهم الوهابي وتزخر الكتب القليلة التي تناولت نشأة هذا الكيان - رغم ندرتها وبسبب التعتيم المتعمد على الموضوع- بتصوير الوحشية التي تشيب لها رؤوس الولدان
- الحكم المطلق :
ونعني به تفرد الأسرة المالكة ويمثلها الملك عبد العزيز ثم أبناؤه من بعده وحتى الآن بسلطة مطلقة لا معقب عليها على أساس ملكي وراثي لا يتم في ظله الاستناد إلى دستور أو مؤسسات وتغيب فيه أية رقابة على هذا الحاكم الفرد ويتحكم الملك الذي أطلقوا عليه لقب خادم الحرمين الشريفين -لإضفاء القداسة عليه- ومن خلفه الأسرة في الأرض وما تحتها وفي الناس والموارد والأموال وكل شيء دون أدنى محاسبة من أي نوع وتتلاشى أية تقسيمات بيد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية لتصبح كلاً واحداً مفاتيحه في يد واحدة وتوزعت أقاليم ومدن المملكة بأسلوب الملكية الخاصة والطابع الإقطاعي على أمراء الأسرة الساهرين على حراسة الحكم المطلق الذي تم تصويره بأنه الحكم بشرع الله
- الوهابية :
ولتمرير أسلوب الحكم المطلق المنافي لتعاليم الإسلام شكلاً وموضوعاً فقد تأسس منذ وقت مبكّر تحالف آل سعود وآل عبد الوهاب على أساس من ابتداع مذهب جديد في الإسلام هو المذهب الوهابي القائم على التشدد والغلو في الشكل وإهدار كل ما يتعلق بالجوهر وهو العدل والمساواة بين البشر والرحمة وتكفير الآخرين من غير أتباعهم أو المعارضين لهم تهيئة لمناخ الاستبداد وقمع لكل معارضة أو مطالب مشروعة للمسلمين وتطلب ذلك مواقف معادية لكل إيجابيات التراث الإسلامي واستدعاء كل ما هو سطحي وثانوي وأسطوري وسلفي وتقوم الوهابية أيضاً على النفي المطلق للموقف الإسلامي المنحاز للعلم وإعمال العقل وإشاعة الاستنارة والعدل والحرص على مصالح المسلمين.. وهكذا تم عن عمد خلط خطير بين الأهداف السياسية للأسرة الحاكمة وإرساء هيمنتها وبين الدين الذي اعتبروا الوهابية تجسيداً له ووضعه في خدمة مصالح التحالف بين آل سعود وآل عبد الوهاب
- الدّعم الإمبريالي :
قام هذا الكيان أساساً بدعم بريطاني كانت الجهوزية الأمريكية حاضرة كما هو معروف لشغل موقع الراعي والحامي لهذا الكيان بعد أن هوت الإمبريالية البريطانية من عرش القيادة وضعته الإمبريالية الأمريكية في موقعه الهام من استراتيجيتها وفي قلب مصالحها الحيوية لقد عملت الأسرة الحاكمة في هذه الدولة بوصية مؤسسها الملك عبد العزيز لأبنائه لحظة وفاته حيث أوصاهم « إياكم والخواجة.. لا تغضبوه.. وحافظوا على علاقاتكم معه.. فهو من حول الرمال الصفراء إلى أموال وثروة »
- الانقلاب الكامل على الجّغرافيا والتاريخ والهويّة :
كان حرص مؤسّس الكيان «عبد العزيز آل سعود» على تسمية المملكة باسم الأسرة وتلك التسمية تحمل دلالات شديدة الأهمية إذا تكرس على المستوى المحلي والإقليمي والدولي حالة منفصلة عما قبلها بشكل كامل وجديدة نوعياً رغم أنها لا تتماشى مع التطور التاريخي للمجتمعات وروح العصر وانقلاب في الموازين فبدلاً من أن تنتسب أية أسرة لدولة وشعب تنتسب دولة وينتسب شعب لأسرة
وكان الحرص شديداً على الاستحواز على الحجاز الذي كان منذ بدايات الدولة الإسلامية وحتى نهايات الثلث الأول من القرن العشرين كياناً معروفاً وقائماً بذاته في ظل الكيان الأكبر وهو الدولة الإسلامية بمختلف مراحلها لكن هذه الأسرة التي اختارت مدينة «الرياض» عاصمة لها سرعان ما بدأت بالتدريج في طمس اسم الحجاز حتى كاد يختفي من التداول مقابل صعود اسم دولة الأسرة السعودية ولهذا الأمر دلالات شديدة الأهمية وبالتبعية لضم الحجاز تحققت سيطرة الأسرة على الأماكن المقدسة على مكة والمدينة المنورة وجرت دون رحمة إزالة لكل ما يدل على الماضي ويعتز به المسلمون قبور آل البيت والصحابة وأضرحتهم وحتى منازلهم ومن الملاحظ الآن أن القنوات التليفزيونية لهذه المملكة (وهي كثيرة جداً) وفي إعلانها عن توقيتات برامجها (بما فيها القنوات الموجهة للأطفال) تحيل إلى أن البرنامج سيذاع حسب توقيت السعودية وهو ما لا نراه أو نسمعه في أية دولة في عالمنا إذ أن التوقيت يحيل إلى توقيت مدينة بعينها في حين أن العديد من القنوات التليفزيونية غير السعودية تحيل إلى توقيت «مكة المكرمة» أي أنه رغم الاتساع الشاسع لهذه المملكة التي يختلف التوقيت فيما بين أقاليمها ومناطقها ومدنها هناك حرص لا ينهض على أساس موضوعي على أن يكون اسم المملكة حاضراً في الأسماع إلى درجة تشي ليس فقط بالعمل على طمس اسم الحجاز من الذاكرة ولكن أيضاً إلى إعلاء اسم الأسرة على المدن ذات القداسة بالنسبة للمسلمين ورغم بساطة الأمر إلا أنه يحمل دلالات هامة
الكيان السعودي كيان وظيفي مواز للكيان الصهيوني
استناداً إلى ظروف النشأة والتكوين ارتسم عميقاً خطّ الممارسات ذو الطابع السياسي لهذا الكيان فالظروف الدولية التي أحاطت بقيامه والمصحوبة بالمشروع الإمبريالي في المنطقة وزرع الكيان الصهيوني فيها والطريق الدموي المصاحب للتكوين والعقلية القبلية التي صاغت أسلوب الحكم المطلق وفي إطار التكوين الفكري «الوهابي» واستناد النشأة والتكوين على الدعم الإمبريالي واستمرار هذا الدعم (الأمريكي) وصولاً إلى وضع الكيان في قلب الإستراتيجية الأمريكية والأمن القومي الأمريكي وبالنظر إلى الثروة النفطية وفوائضها المالية الفلكية استناداً إلى كل ذلك فقد عملت المملكة على أن يكون أمن الأسرة واستقرار وضعها بحماية إمبريالية هي الأولوية الأولى من ناحية وأن يكون هذا الكيان كياناً وظيفياً (يعمل في خدمة المصالح الأمريكية المتشابكة والمترابطة والمعقدة) موجوداً بالتوازي مع الكيان الصهيوني ككيان وظيفي وذراع طويلة للإمبريالية في المنطقة إذ قام الكيانان على الأسس نفسها وبالأسلوب نفسه تقريباً إن ما كشفت عنه التطورات السياسية في المنطقة يؤكد أن المشروع الإمبريالي الغربي اكتشف بحكم التجربة التاريخية للغرب الحاجة الملحة لإقامة الكيان الصهيوني (أي زرع الغرب في الشرق العربي) وأن يتم تعزيز ذلك بكيان وظيفي آخر من الأفضل أن يكون عربياً يقام أولاً توطئة لقيام الكيان الآخر الصهيوني وأثبتت ممارسة الكيانين : الصهيوني والسعودي أنهما كيانان وظيفيان بامتياز وكان لكلّ منهما طريقته في الأداء خدمة للإمبريالية وضدّ مصالح شعوب المنطقة وينبغي التأكيد على أن البذرة الأولى لكل منهما قد نبتت ونمت مروية بالدم دم سكان شبة الجزيرة العربية ودم الفلسطينيين لقد تأسّسا وخرجا إلى النور بالعنف الإرهابي الذي وصل إلى حدّ الإبادة والتشريد والتهجير...إلخ
موقف الكيان السعودي من الكيان الصهيوني :
لم نشهد موقفاً عملياً يجسد عداء الكيان السعودي للكيان الصهيوني منذ عام 1948 ولا حتى قبل ذلك كان دوره باهتاً يتماهى في العمق مع صانعي هذا الكيان من القوى الإمبريالية (التي صنعتهم هم أنفسهم).. بعد عام 1967 لم يتجاوز الدور تقديم الدعم المالي والموقف الدبلوماسي في المحافل الدولية وبعكس المبالغة الشديدة لدور الملك فيصل في حرب 1973 وأكذوبة قطع البترول العربي الذي لم يستمر إلا لأيام تعدّ على الأصابع فقد كان ذلك الموقف نتيجة لمقايضة خسيسة لدعم أنور السادات الذي اتفق سرّاً مع فيصل بعد وفاة عبد الناصر على إنهاء المشروع الناصري بكل مكوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتحررية..إلخ وفي كل الأحوال فقد أنتجت حرب أكتوبر ما يسمى «الطفرة البترولية» التي استفادت منها الأسرة الحاكمة في الكيان السعودي مثلما استفادت منها احتكارات النفط الغربية بشكل هائل ولم يكن الغضب المعلن من اتفاقية كامب ديفيد سوى وسيلة للحفاظ على وضع المملكة التي قدمت نفسها للعالم الإسلامي باعتبارها حامية وراعية الإسلام لكن هذا الموقف الباهت بدأ في التراجع منذ مدريد وأوسلو وصولاً إلى الحياد الواضح والجلي ثم التعاون الاستخباراتي مع العدو الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية الذي افتضح أمره مؤخراً وبمصاحبة ذلك فإن السعودية وعقب أحداث سبتمبر تحول موقفها بفعل بعض شخصيات الأسرة الحاكمة هناك إلى الانخراط فيما سمي بالحرب على الإرهاب وصولاً إلى المناهضة العلنية للمقاومة في كل من فلسطين ولبنان التي تصب في طاحونة الأمريكيين والصهاينة حيث يدّعون أن المقاومة إرهاب في حين أن الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي يعتبر تحضراً ومقاومة للإرهاب وإرساءً للديمقراطية
عن الثّروة النفطيّة وعائداتها
لم يعد خافياً على أحد الحجم الهائل للثروة النفطية في باطن أراضي هذا الكيان وهو ما أدركه الغرب الإمبريالي مبكراً والتي قد تختلف التقديرات حول حجمها أو نسبتها من احتياطيات النفط في المنطقة العربية أو على المستوي العالمي لكن لا أحد ينكر أن حجم هذه الثروة وعوائدها شديدة الضخامة وهذا الأمر ذو وزن حاسم في تحديد التوجهات والممارسات السياسية لهذا الكيان وفي وضعه في قلب الإستراتيجية الإمبريالية (الأمريكية على وجه الخصوص) كما في قلب الأمن القومي الأمريكي ذاته وتحقق فوائض النفط أرقاماً خيالية كل عام تذهب وبنسبة لا تقل عن 80 % (حسب الخبراء) إلى الغرب الأمريكي أساساً ثم الأوروبي وهي بمثابة رافعة رئيسية للاقتصاد الأمريكي تعينه على تخطي أو علاج أزماته المتفاقمة التي تعترف بها مراكز الأبحاث الأمريكية الكبرى وحتى الإدارة الأمريكية ذاتها في العام الماضي وصلت الفوائض السعودية المستثمرة في الولايات المتحدة والغرب ما يقارب 1.5 تريليون دولار وسوف تزيد هذا العام عن 2.5 تريليون دولار توظف في البورصات الأمريكية لإقالتها من عثراتها وفي أذون الخزانة وفي الشركات المتعدية الجنسيات وكودائع في البنوك إلى جانب إنفاق هائل في شراء أسلحة من الغرب بكميات خيالية لم ولن تعرف طريقها إلى الاستخدام ضد أعداء العرب والمسلمين وفي فتح أسواق البلاد للسلع الترفيهية الأمريكية والأوروبية إلخ والأهم هو التمسّك بالدولار كعملة تسعير للنفط وبالتالي كعملة وفاء لعمليات الشراء الواسعة وهو ما يعتبر درع الحماية لهذه العملة المترنّحة إن أموال النفط وفوائضه الهائلة رهينة لدى الإدارة الأمريكية والحكومات الأوروبية مثلما احتياطي النفط فعلياً تحت يد قوات «الاحتلال» الأمريكية في المملكة وفي الخليج كلّه ويعتبر هذا الكيان السعودي هو عرّاب وقاطرة تجرجر وراءها كل دويلات الخليج أينما ذهبت في الاقتصاد أو في السياسة أو في نظام الحكم أو في التحالفات الدولية..
تهيئة البيئة المواتية نمو الإرهاب
• الأداء داخل المملكة
داخل المملكة تقوم الممارسة السياسية والحكم المطلق على أساس أن الأسرة الحاكمة هي الدولة والدولة هي الأسرة الحاكمة وعلى رأس الجميع «خادم الحرمين الشريفين» والوهابية هي المذهب المعتمد والمفروض قسراً على الشعب فلا إسلام في رأيهم خارج الوهابية وباب الاجتهاد مغلق والقانون هو ما يفتي به شيوخهم المتخلفون والتحريم والتكفير هما العمود الفقري للفتوى وهي ملزمة والشيوخ الوهابيون هم القضاة الذين يحكمون استناداً إلى أفكارهم المتخلفة بالإعدام بحد السيف في الميادين العامة والجلد والرجم وقطع اليد وهي أحكام تصدر بحق المواطنين كل يوم وبمجرد الشبهات دون استئناف أو نقض عقب صعود أحد الأمراء إلى الفضاء والدوران حول الأرض في سفينة فضاء أمريكية وهو أول عربي يصعد للفضاء ويدور حول الأرض كانت فتوى ابن باز عقب ذلك تقول إن الأرض مسطحة وليست كروية.. فلا العقل ولا العلم ولا الحقائق الملموسة والمرئية تعني شيئاً.. إن هذا الفكر الوهابي قد تم تكريسه تماماً لإضفاء قداسة وحصانة على آل سعود ومصالحهم الطبقية والسياسية ومن أجل استمرار الاستبداد أو الحكم المنتمي إلى عصور سحيقة مضت كما يكرس مصالح حماتهم الأمريكيين والصهاينة لقد صاغت الأسرة الحاكمة في الكيان السعودي بيئة ومناخاً نموذجياً لإنتاج وإعادة إنتاج الإرهاب وتفريخ جماعات إرهابية شديدة الخطر وتعمدت ألا تقوم على أرض الواقع دولة بالمعنى المتعارف عليه وظلت البلاد في إطار وضع قبلي لا علاقة له بالدولة الحديثة إذ مؤسستان باليتان فقط هما الأسرة المالكة والمؤسسة الدينية (الوهابية) المتخلفة وفي وفاء كامل للفكرة التي نهض عليها المشروع منذ المحاولة الأولى في أوائل القرن التاسع عشر ومع السياسة الاجتماعية الرجعية المعادية للعدل الاجتماعي وتكريس التفاوت الطبقي الهائل وتركيز الثروة في يد قلة هي الأسرة الحاكمة والموالون لها كما لم تعمل هذه السياسات إطلاقاً على إعلاء قيمة العمل والإنتاج بين المواطنين وبالتفاعل مع الفكر السلفي أي بتفاعل الوضع السياسي للحكم المطلق مع السياسات الاجتماعية مع الفكر الوهابي المخاصم للعقل والثقافة تزداد خصوبة التربة وتتوفر البيئة النموذجية لإنتاج الإرهاب
• الممارسات السعوديّة في العالم العربي والإسلامي
قام هذا الكيان السعودي بدور شديد الضرر بالنسبة للعالم العربي والإسلامي هذا الدور كان انعكاساً لطبيعته الوظيفية وكيفية نشوئه وما كرسه من واقع اجتماعي وفكر متخلف يتوافق معه رغم الفوائض النفطية الهائلة التي تحققت فإنها لم تعرف طريقها إلى تنمية البلدان العربية والإسلامية سوى بأحجام رمزية ومزرية وفي مجالات لا تضيف أصولاً اقتصادية غالباً وهو ما يحول دون تطور هذه البلدان وإبقائها ضعيفة وتحت هيمنة الإمبريالية خاصة الأمريكية ومستسلمة أمامها وأمام العدو الصهيوني من جهة ومن جهة ثانية ما يرسخ ويزيد من اتساع الفقر والجهل والمرض الذي تعانيه شعوبنا بما يقلص وينهي مناعتها في مواجهة العدو ويمهد للاختراق
• العمل على تهيئة بنيات البلدان المتخلفة لإشاعة الإرهاب
كان المدخل هو الحرب التي لم تتوقف ضد أي مشروع للنهوض العربي بدايةً من الحرب الشرسة على الوحدة المصرية السورية حتى تم تقويضها إلى الحرب الهائلة على التغييرات الاجتماعية التقدمية في مصر وكل البلدان العربية إلى دعم الرجعية اليمنية عقب ثورة اليمن ضد الثورة الوليدة والقوات المصرية التي ذهبت إلى هناك باستغاثة من السلطة الجديدة لمواجهة التحالف الرجعي المحلي اليمني السعودي ولإنقاذ الثورة وكل ذلك في تحالف مباشر لا ينفصم مع الولايات المتحدة الأمريكية أي أداء الدور الوظيفي المضاد للشعوب العربية ومستقبلها وفي خدمة الإمبريالية والصهيونية مع نجاح انقلاب السادات 1971 وتراجع الدور الإقليمي المصري وبدء تقويض المكتسبات الاجتماعية ثم الصلح مع العدو الصهيوني تعمق تراجع دور مصر وباعتبار مصر قاطرة للبلدان العربية إيجابياً وسلباً وفي ظل الطفرة النفطية عقب حرب أكتوبر 1973 فقد استقدمت السعودية مئات الآلاف وربما الملايين من العمالة المصرية والعربية للعمل هناك خصوصاً في المجالات الخدمية والتشييد بالدرجة الأولى وبالتالي فقد كانوا في غالبيتهم الساحقة من غير المتعلمين أو ذوي مستوى تعليمي متدنٍ وتم استدعاء أساليب القنانة من العصور الوسطي باستحداث ما يسمى نظام الكفيل الذي حول العمال وحتى الموظفين والفنيين والمثقفين من المصريين والعرب عامة إلى أقنان وأشباه أقنان في بيئة يسودها التخلف الفكري ويتم إعلاء دور المؤسسة الدينية الوهابية (جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمطوعين) وبموجب نظام الكفيل يصبح الشخص مقيد الحركة فاقداً لحريته في السفر إلى وطنه حينما يشاء أو الانتقال إلى عمل آخر لقد تحول الكفيل إلى سيد مطلق بحوزته جواز سفر الشخص المكفول وجوازات سفر عائلته وخاضع للابتزاز لايملك من أمر نفسه شيئاً وتم فرض النقاب على السيدات وكل الإناث وعاش هؤلاء البؤساء تحت قصف الفتاوى الوهابية.. ومن المعروف علمياً والمؤكد أن الترويع والتجويع وكبت الحريات والقسر والإرهاب الفكري يخلق المناخ الملائم والنموذجي لعمليات «غسل المخ»، واستبدال ما يحمله الشخص من أفكار بأفكار أخرى وهكذا يسهل على صاحب المصلحة أن يشيع أفكاره ويزرعها في عقول من يشاء ثم جرى تصدير هؤلاء إلى بلدانهم العربية والإسلامية وهكذا رأينا وعانينا مما صدرته البيئة السعودية كأهم رافد من روافد إشاعة الفكر الوهابي التكفيري وهو ما يمثل اختراقاً خطيراً على المستوى الشعبي القاعدي كان بمثابة حاضنة هائلة لتفريخ المنظمات الإرهابية
• الاختراق الفكري للمؤسسات الدينية :
الاختراق لم يتوقف عند المستوى القاعدي رغم خطره ولكنه امتد إلى المؤسسات الدينية الرسمية عبر سلاح المال واستطاع الوصول إلى أعداد وفيرة من رجال الدين الذين عملوا طبعاً دون إعلان على إشاعة هذا الفكر التكفيري استغلالاً للعواطف الدينية عند المسلمين فأشاعوا التشدد والغلو وتحريم كل شيء بدءاً من الفنون بمختلف فروعها ومطاردة الفنانين إلى تحريم وتحقير العلم والثقافة والاستنارة إلى جانب إشاعة التعصب الديني وخلق هالة من القداسة على رجال الدين المتعصبين وصياغة تيار جديد هو ما يسمى «الدعاة الجدد» مع تحريم أي اجتهاد أو فتوى على كل المسلمين بحجة أن الفتوى لذوي الخبرة والاختصاص أي لفقهاء الوهابية ومن لف لفهم..
• الاختراق الفكري للتجمعات والتنظيمات الدينية
وطريق ثالث ولجوه وهو اختراق التنظيمات والجمعيات الدينية القائمة أو إحداث انقسامات فيها بسلخ مجموعات متشددة موالية للوهابيين تقوم بدورها في ممارسة الإرهاب الجسدي والفكري في مجتمعاتها من هنا يمكن إدراك حقيقة الكارثة التي حدثت نتيجة للتفاعل وعلاقة التأثير المتبادل بين الواقع الاجتماعي في البيئة السعودية والواقع الاجتماعي المرير في غالبية البلدان العربية والإسلامية وبين الفكر الوهابي الذي تم نشره وتسييده، وبين قوة المال الوفير خصوصاً مع الطفرة النفطية التي حدثت في أعقاب حرب أكتوبر 1973 ذلك أن هذه العلاقة الجدلية بين العوامل الثلاثة (الاستلاب والفقر، الفكر، قوة المال) هي التي تنتج وتعيد إنتاج أشخاص وجماعات ومنظمات قابلين جميعهم ومهيئين تماماً للتحول إلى ماكينات تكفيرية إرهابية رافضة لمجتمعاتها مقبلة بقوة على تنفيذ كل ما يطلب منها فاقدة لأي وعي وطني أو اجتماعي أو ثقافة حديثة أوعلاقات اجتماعية أو أسرية سوية ونقل كل ذلك إلى البلدان والمجتمعات العربية والإسلامية..
• احتضان وإيواء المتطرّفين والمنخرطين في الإرهاب
كانت المملكة هي الملاذ الآمن لكل المتطرفين والمنخرطين في الإرهاب في بلدانهم وجلهم إن لم يكونوا جميعاً من المعتنقين أو على الأقل المتأثرين بالفكر الوهابي فكانت المملكة هي مقصد كل هؤلاء فهم النواتات وعدة الانتقال إلى «المرحلة الحركية» في الوقت الملائم وقد استخدمت الثروة النفطية في الإغداق عليهم بالأموال الوفيرة إلى حين عودتهم إلى أوطانهم أو إيفادهم محاطين برعاية المملكة إلى بلدان أخرى ليكونوا الطلائع وأركان حرب القوي الضاربة الإرهابية الكثيرون جداً من فعاليات وقادة العمل الإرهابي كانوا سعوديين أو أجانب عاشوا هناك بحجة النجاة من المطاردات أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية أو بحجة العمل وكانت المملكة بهذا المعنى هي «مدرسة كادر» بامتياز للإرهابيين وقادتهم والانتقال من مرحلة الفكر إلى مرحلة الفعل
مرحلة الفعل المؤثّر الواسع نشر الإرهاب دولياً»
لا نعني أن بين «تهيئة البيئة المواتية للإرهاب» وإعداد الإرهابيين وبين «مرحلة الفعل الواسع ونشر الإرهاب دولياً» سوراً صينياً وإنما هما مرحلتان متداخلتان لكن العمل على نشر الإرهاب عربياً ودولياً يمكن اعتباره انتقالاً نوعياً «طفرة» في دور هذا الكيان الوظيفي فلقد شهد الإقليم ظروفاً ناشئة جديدة هي :
ـ الطفرة النفطية التي أعقبت حرب أكتوبر.. ـ تراجع دور مصر نتيجة سياسات السادات والوفاق العميق بينه وبين الملك فيصل.. ـ الثورة الإسلامية في إيران والتي تحددت توجهاتها المعادية للإمبريالية والصهيونية وخروج إيران بالتالي من أسر الأمريكيين وهو ما شكل حالة من السعار للأمريكيين قاموا بسببه بتحفيز الدور السعودي للقيام بوظيفته في خلخلة الأوضاع في البلدان العربية والإسلامية عبر نشر الإرهاب وذلك لحساب مصالح الأمريكيين ـ الثورة الأفغانية والسيناريو الذي تم متطابقاً مع ما حدث بالنسبة لثورة اليمن وما أعقبه من دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان بناءً على دعوة الحكومة لمساعدتها في صد تمرد القوى المضادة للثورة والمدعومة إمبريالياً ـ انحسار دور اليسار خصوصاً في البلدان العربية
إذن هناك عوامل فتحت شهية الكيان السعودي ليقوم بدوره بدعم من الولايات المتحدة ولصالحها من جهة ومن جهة ثانية عوامل روعت وأرعبت الأمريكيين والنظام السعودي العميل وهو انتقال بلدين إسلاميين لموقع معاداة الإمبريالية وإن اختلفت توجهاتهما الفكرية وهنا انتقل الكيان السعودي إلى مرحلة النشاط العارم في نشر الإرهاب الدولي بدعم إمبريالي أمريكي أساساً لخلق حالة من عدم الاستقرار والإضعاف والمزيد من الإضعاف للبلدان المختلفة خاصةً العربية والإسلامية ولصد رياح التغيير الإيجابي والثوري في بعض البلدان رعاية للمصالح الأمريكية إذ حيث يشيع الإرهاب تشيع الفوضى وفي غمرة الفوضى والضعف يمكن تمرير وتنفيذ المشاريع الإمبريالية والصهيونية
• العمل المباشر
اتخذ العمل المباشر عدة أشكال اقتضتها ظروف كل بلد ولكنها تؤدي في النهاية إلى نتيجة واحدة هي تمرير المخططات الإمبريالية بوجه عام والصهيو أمريكية بوجه خاص تأسيس منظمات من حيث المبدأ :
يعتبر تنظيم القاعدة هو النموذج الصارخ وقد تأسس هذا التنظيم منذ بدايته على يد الملياردير السعودي أسامة بن لادن وتحت شعار مقاومة الشيوعية في أفغانستان ويعلم الجميع أن ابن لادن ظل مرتبطاً بالسعودية إلى ما بعد خروج السوفييت من أفغانستان بسنوات وقامت المملكة بفعل إيجابي من بعض الدول العربية والإسلامية أو بتواطؤ بعضها الآخر بأكبر عملية استجلاب وإعداد آلاف الشباب والدفع بهم إلى السعودية ليتم شحنهم بعد ذلك إلى أفغانستان بطريق مباشر أو غير مباشر للجهاد هناك وتحملت السعودية بالكامل تكاليف هذه الحرب الأمريكية إذ أنفقت 70 مليار دولار (وهو مبلغ يساوي أضعافه الآن) بسبب تراجع قيمة الدولار ولم تنفق السعودية نسبة ولو ضئيلة جداً من هذا المبلغ للجهاد في فلسطين أو في البلدان العربية والإسلامية المحتلة أو في مساعدة هذه البلدان في التنمية وقدمت الرعاية الكاملة لهؤلاء الشبان طيلة الحرب وعقب نهايتها بعد انسحاب السوفييت سرعان ما تفجرت أزمة البوسنة وتم تصدير عدد كبير من قادة وأعضاء تنظيم القاعدة إليها وعقب استقلالها تم التخلي عنهم ولم تتم رعايتهم اجتماعياً، بل دفعوهم إلى الانتشار في البلدان العربية والإسلامية وفي غيرها وهكذا استمر دورهم في ممارسة وإشاعة الإرهاب أينما حلوا حيث يقدمون الحجج والذرائع للإمبريالية والصهيونية لإعلان ما يسمى «الحرب ضد الإرهاب» بكل ما جره ويجره ذلك من تداعيات على العرب والمسلمين النماذج الأخرى هي تنظيمات أنتجها وأعاد إنتاجها تنظيم القاعدة مثل «فتح الإسلام» و«جند الشام» وغيرها من التنظيمات التي تسعى إلى تقويض الاستقرار في البلدان العربية..
ـ النموذج الآخر هو دعم بعض التنظيمات (مثل الإخوان المسلمين) في بعض الدول العربية مثل سورية بينما تتخلى السعودية عن دعم حماس ذات الأصول الإخوانية بسبب مقاومتها للاحتلال الصهيوني وكذا مناهضة وإضعاف الجهاد الإسلامي الفلسطيني
ونموذج آخر هو فرع تنظيم الإخوان المسلمين في لبنان الذي يتخذ موقفاً محايداً من الصراع بين الحكومة اللبنانية العميلة وبين قوى المقاومة اللبنانية وحلفها الوطني
إن ذلك يعتبر عملاً مباشراً في إرباك القوي الإسلامية وخلق حالة من البلبلة في صفوفهم يسهل معه جذب البسطاء منهم إلى المنظمات الإرهابية بسبب تغييب وطمس قضية الصراع بين شعوبنا وبين الإمبريالية والصهيونية وعملائهما المحليين
ـ التحريض المباشر على الفتن الدينية والطائفية وهو ما برعت فيه السعودية وينهض هذا الأمر على تكفير المسلمين وبالتالي إهدار دمائهم ولا نقصد بذلك اقتصار ذلك على الحالات الفردية ولكن الأخطر هي تلك الحالات الصارخة المتمثلة في تكفير «الشيعة»
كذا المواقف المتعلقة بتحريض الأمريكيين على استمرار الحرب على لبنان التي قام بها الكيان الصهيوني بالوكالة عن الأمريكيين بما صاحب ذلك من تكريس عناصر الفتنة الطائفية في لبنان واستمرار تحريضهم وتشجيعهم على الاغتيالات والحرب الأهلية هناك وكذا تحريض الأمريكيين المفضوح ضد إيران وفتح أراضي المملكة لهم ولقواتهم تمهيداً للعدوان على إيران
إضافة لكل ذلك ما يقوم به الشيوخ الوهابيون والموالون لهم بالتحريض وإصدار الفتاوى بأن أعداء الإسلام هم النصارى والشيوعيون واليهود وبطبيعة الحال فإن ذكر اليهود هو لمجرد ذر الرماد في العيون فاليهود وإن بجنسيات أخرى رائحون غادون في السعودية وأقيم لهم على أرضها أثناء الحشد لغزو العراق معبد هو الأول من نوعه منذ 14 قرناً
• العمل غير المباشر
ـ ذرّ الفتن والخلافات بين الدول الإسلامية :
لعبت السعودية بالتعاون مع العدو الأمريكي دوراً حاسماً في تحريض العراق على شن الحرب ضد إيران عقب الثورة الإيرانية مباشرةً وعقب انتهاء الحرب العراقية الإيرانية التقط الأمريكيون الخيط وبضوء أخضر منهم وتحريض غير مباشر لم تكن السعودية بعيدة عنه اندفع العراق لغزو الكويت وهو ما أنتج ولا يزال تداعيات خطيرة وضارة على المنطقة إذ مكن هذا الغزو وأعطى الذريعة لوجود الجيوش الأمريكية على الأراضي العربية بشكل دائم أي جلب هذا الغزو احتلالاً مدفوع الأجر لمنطقتنا وتلى ذلك الغزو الأمريكي للعراق بمباركة سعودية وبتسهيلات من كل نوع لهذا الغزو بكل تداعياته المعروفة التي نعايشها يومياً
النموذج الآخر هو ما قامت به السعودية في القرن الأفريقي ذي الأهمية الإستراتيجية على الأقل لمصر حيث منابع النيل وهو تحريض الصومال على الحرب ضد نظام الرئيس «منجستو» في أثيوبيا وسقط النظام الصومالي وانتهت الدولة الصومالية عملياً وسقط نظام «منسجتو» وأتى مكانه نظام معادٍ تماماًَ للعرب وانفصلت إريتريا ولم تنضم إلى الجامعة العربية وإنما أقامت علاقات حميمة مع العدو الصهيوني..
ـ بناء قواعد اجتماعية تدير الفتنة وتحفز الإرهاب :
يتمثل هذا الأمر في قيام الكيان السعودي بأسلوب غير تقليدي بإعداد عملاء وتحويلهم الى أصحاب مليارات ثم زرعهم في بلدانهم حيث يقومون عبر الفساد والإفساد والسرقة وقوة المال السعودي والمال المنهوب ببناء قواعد اجتماعية وجماعات سياسية تلعب أدواراً هائلةً في إشاعة الفتنة والشقاق وروح التعصب وهو مناخ وبيئة تنتج وتعيد إنتاج الإرهاب المحلي من ناحية وتستدعي «إرهاب الدولة» الذي يقوم به الأمريكيون والكيان الصهيوني من ناحية أخرى ونلاحظ هنا أن من يتولون إدارة تلك العملية نيابة عن السعوديين والأمريكيين لا ينتمون إلى التيار الإسلامي ولكنهم يبذلون جهدهم لتحقيق المآرب الإمبريالية والصهيونية ويعتبر نموذج «رفيق الحريري» ثم ولده من بعده وما قاما ويقومان به نموذجاً صارخاً إذ تم وضع لبنان في أزمة تهدد بضياعه ولا يحول دون الضياع سوى صمود المقاومة وحلفائها من القوى الوطنية اللبنانية.. | |
|