مــصــحــف رش
في البداية خلق الله الدرة البيضاء من سره العزيز وخلق طائراً اسمه “انفرا” وجعل الدرة فوق ظهره وسكن عليها اربعين ألف سنة.
أول يوم خلق الله فيه هو يوم الأحد. وخلق فيه مَلَـكاً اسمه عزرائيل وهو طاووس ملك رئيس الجميع.
ويوم الاثنين خلق ملك دردائيل وهو الشيخ حسن.
ويوم الثلاثاء خلق ملك إسرافائيل وهو الشيخ شمس.
ويوم الأربعاء خلق ملك ميكائيل وهو الشيخ أبو بكر.
ويوم الخميس خلق ملك جبرائيل وهو سجاد الدين.
ويوم الجمعة خلق ملك شمنائيل وهو ناصر الدين.
ويوم السبت خلق ملك نورائيل وهو فخر الدين.
وجعل الله ملك طاووس رئيساً عليهم.
بعده خلق صورة السبع سموات والأرض والشمس والقمر.
فخر الدين خلق الإنسان والحيوان والطير والوحوش ووضعهم في جيوب الخرقة وطلع من الدرة ومعه ملائكة فصاح صيحة عظيمة على الدرة فانفصلت وصارت أربع قطع ومن بطنها خرج الماء وصار بحراً وكانت الدنيا مدورة بلا تخلل.
وخلق الله جبرائيل بصورة طائر وأرسله، وبيده وصنع أربع زوايا الأرض. ثم خلق مركباً ونزل بالمركب ثلاثين ألف سنة. بعده جاء وسكن في لاليش. ثم صاح في الدنيا أرضاً وبدأت تهتز فأمر جبرائيل على قطعتين من الدرة البيضاء ووضع الواحدة تحت الأرض والأخرى في باب السماء فسكنت ثم جعل فيها شمساً وقمراً وخلق نجوماً من نثريات الدرة البيضاء وعلقها في السماء للزينة.
وخلق أشجاراً مثمرة ونباتات في الأرض والجبال لأجل زينة الأرض ثم خلق العرش على الفرش.
الرب العظيم قال: يا ملائكة أنا أخلق آدم وحواء وأجعلهم بشراً. ومنهم يكون من سر آدم شهرين سفر. ومنه يكون ملة على الأرض ثم ملة عزرائيل أعني طاووس ملك وهي ملة اليزيدية.
ثم أرسل الشيخ عدي بن مسافر من أرض الشام وأتى إلى لاليش.
ثم نزل الرب إلى الجبل الأسود وصاح وخلق ثلاثين ألف ملك وفرقهم ثلاث فرق. وبدأوا يعبدونه أربعين ألف سنة. ثم أسلمهم إلى طاووس ملك وصعد بهم إلى السماوات.
ثم نزل الرب في أرض القدس. أمر جبرائيل جلب تراب من أربع زوايا الدنيا فجاء بتراب وهواء ونار وماء فخلق من كل هذا آدم الأول وجعل فيه روحاً من قدرته. وأمر جبرائيل أن يدخل آدم إلى الفردوس ويأكل من كل ثمر الشجر. أما من الحنطة فلا يأكل.
وبعد مائة سنة طاووس ملك قال لله: كيف يكون يكثر ويزيد آدم واين نسله؟
قال الله: الأمر والتدبير سلمته بيدك.
فجاء وقال لآدم: أأكلت حنطة؟
قال: لا، لأن الله نهاني.
قال: كُلْ، يصير لك أحسن.
بعدما أكل، حالاً نفخ بطنه. فأخرجه طاووس ملك من الجنة وتركه وصعد إلى السماء.
فتضايق آدم من بطنه لأنه ما كان له مخرج. فأرسل الله طائراً فجاء ونقر وفتح له مخرجاً فاستراح.
وجبرائيل غاب عن آدم مائة سنة. فحزن وبكى مائة سنة.
حينئذ أمر الله جبرائيل أن يخلق حواء فجاء وخلق حواء من تحت آباط آدم الأيسر.
ثم نزل ملك طاووس إلى الأرض لأجل طائفتنا المخلوقة وأقام لنا ملوكاً ما عدا ملوك الأثوريين القدماء: نسروخ وهو ناصر الدين. وأرطيموس وهو ملك شمس الدين وبعد ذلك صار لنا ملكان شابور الأول وشابور الثاني، ودام ملكهما مائة وخمسين سنة، ومن نسلهما قام أمراؤنا إلى الآن.
وبغضنا لأربع ملوك.
حُرمتْ [في الأصل "حرمنا" ومعها لا يستقيم السياق. فرناس] علينا الخس لأنه على اسم أنبيائنا الخاسية، الملوخية واللوبياء والصبغ الأزرق. وما نأكل السمك لأجل احترامنا ليونان النبي، والغزال لأنه غنم أحد أنبيائنا. والشيخ وتلامذتهما يأكلون لحم الديك احتراماً لطاووس ملك. وطاووس ملك هو واحد من الآلهة السبعة المذكورة لأن صورته تمثال الديك. والشيخ وتلامذته ما يأكلون القرع. وحرام علينا البول وقوفـاً. ولبس اللباس قعوداً. والإسترخاء في ادبخانة [المقصود مكان قضاء الحاجة. فرناس] والغسل في الحمام. وما يجوز أن نلفظ كلمة شيطان لأنه اسم إلهنا. ولا كل اسم يشابه ذلك مثل قيطان وشط وشر. ولا لفظة ملعون، لعنه، نعل. وما أشبه.
قبل مجيء المسيح عيسى إلى هذا العالم ديانتنا كانت تسمى وثنية. واليهود والنصارى والإسلام ضاددوا ديانتنا والعجم أيضاً.
وكان من ملوكنا آحاب. فأمر كلاً من كان منا أن يسميه باسم خاص به فسموه الإله آحاب أو بعلزبوب [بلعزبوب هو إسم الشيطان في العهد القديم. فرناس] والآن يسمونه عندنا بيربوب.
وكان لنا ملك في بابل اسمه بختنصر. وفي العجم أحشويرش وفي قسطنطينية أغريقالوس.
إنه قبل كون السماء والأرض كان الله موجوداً على البحار. وكان قد صنع له مركباً وكان يسير به في بنونات الأبحار متنزها في ذاته.
إنه خلق منه درة وحكم عليها أربعين سنة ومن بعد ذلك غضب على الدرة ورفسها.
فيا للعجيب العجيب إذ صارت من ضجيجها الجبال ومن عجيجها التلال ومن دخانها السماوات. ثم صعد الله في السماوات وجمدها وثبتها بغير عواميد.
ثم قفل الأرض. ثم أخذ قلماً بيده، وبدأ في كتابة الخلقة كلها.
ثم خلق ستة آلهة من ذاته ومن نوره. وخلقتهم صارت كما إذا أوقد إنسان سراجاً من سراج الآخر.
فقال الإله الأول للثاني: أنا خلقت السماء فقط، اصعد أنت إلى السماء واخلق شيئاً. فصعد وصار شمساً. وقال للآخر، فصعد وصار قمراً. والرابع خلق الفلك. والخامس صار نجم الصبح والسادس خلق الفراغ يعني الجو.