كلنا يعرف الوجه الأنثوي للاله / عشتار / / ايزيس / / صوفيا / ... و سوف نقترب قليلا من الفرق المتصوفة السرية التي تقدس هذا الجانب .
أبدأ بتعريف الفلسفة
لن أدخل من الباب الأكاديمي المدوخ لكني سأجردها من ثيابها اللغوية
فيلو صوفي
أي حب الحكمة واذا غصنا أكثر فصوفي كلمة ذات أصول سامية أتت من الصفاء و اذا سمحتم لي بالذهاب أبعد من ذلك فهي تعني العذراوية
يقال أرض بكر أي لم تعبث بها الأيدي صافية نعم الفلسفة تعني حرفيا عبادة العذراء أو التوجه للفضاء البكر بداخلنا أو الاعتناء بالبئر الذي يوصلنا لماء الحياة الصافي
موسى
كلمة مؤلفة من اثنتين و تعني حرفيا الماء الجوهري الصافي / ماء الحياة /
موسى ليس فقط شخصا محددا بل جماعة من الحكماء عبدة الرحمن أو الأنثى قد شكلو نواة كل أديان الأرض / القبالة ، الغنوصية ، المتصوفة / يعلمون الحكمة و يحافظون على الحياة بترشيدنا و حثنا على تنظيف دواخلنا و الاعتناء بهذا البئر كي نسمح للماء البكر بالخروج مجددا فالاهمال يوصلنا حتما الى الموت على الصعيدين الروحي و المادي .
تلاحظون رسومات الختان على جدران المعابد المصرية كانت لمراهقين و ليست لرضع فالختان طقس رمزي يعبر عن مساعدة المبتدئ للدخول الى عالم الصفاء للعالم الانثوي الباعث على الحياة و التخلص من ذلك الجانب المظلم الشرس من نفسه / تقيؤ الموت / ان صح التعبير عن طريق القطع الرمزي لذكورته كتخفيفا لها وموازنتها مع انوثته
و هذا يفسر أيضا عدم قبول النساء بالأديان السرية لأن الهدف أصلا الاتجاه نحو الأنثى / ماء الحياة / .
أما و ان يقبلن فتكون لهن تعاليم خاصة لرفع الجانب الذكري لديهن فالحصول على التوازن المنسجم .
في الهند مثلا هنالك معابد مهجورة فيها تماثيل و رسومات مقدسة لعضو المرأة التناسلي بل أحيانا يبنى المعبد على هذا الشكل انهما ديانتين موغلتين في القدم
عبادة الفرج و عبادة القضيب الديانات الأنثوية و مقابلاتها الذكرية وبعد السيطرة الكاسحة الشرسة لتلك الأخيرة انكفأت الديانات الأنثوية على شكل فرق متصوفة سرية تنشر تعاليمها في أحاجي و ألعاب ملغزة / كالتاروت مثلا /
كما أنها المسؤولة عن انتشار جميع الكتب المقدسة المشفرة وبذلك استطاعو حفظ الحقيقة و تمريرها من تحت أنف الكارهين ليلتقطها حكماء قد نظفو دواخلهم و أصبحو ذوي مسحة عذراوية انثوية و هي لا تعني بالضرورة الشذوذ الجنسي رغم أنه احدى مظاهرها فمعظم العباقرة المشهورين كانو فعلا شاذين جنسيا / دافينشي ، نيتشه ، فاغنر ، رامبو ، فرويد ، آلان تورنينغ ، سلفادور دالي ... و القائمة تطول / فالعبقرية بشكل عام ترتبط ارتباطا وثيقا بالأنوثة
بينما ننتظر أن تنقلب الأمور و تعود لمجاريها لصالح الأنثى بسحرها و غموضها كأدوات لتغيير المجتمع ضد الطغيان و الحرب ، سأعرض سريعا بعضا من عبدة الأنثى في الشرق الأوسط :
القبالة ، الغنوصية ، الصابئة ، المتصوفة السنة ، السمعوليين ، المرشديين ، الدروز ، المزدكيين ، سيون
وجميعهم من الزهاد أو ما يصطلح عليه باللغة العربية " الابل " و قد وردت بالقرآن " ألا ينظرون الى الابل كيف خلقت "
أي انظروا الى الزهاد كيف أمست أخلاقهم
جميع هذه الفرق التي ذكرتها تعبد الطبيعة الأم عشتار " آلهة الخصب " الأنثى بامتياز حتى أنهم يشتغلون بعلوم السحر " مفتاح كنوز الطبيعة "
الصابئة مثلا يقولون بأن الأنثى قد نزلت لمساعدتنا من كوكب الزهرة " كوكب الآلهة " و سوف نعود يوما ما الى أخوالنا هناك طبعا مع العلم بأن الزهرة كوكبا أنثى .
نقلا عن كتاب ( الأديان و المذاهب بالعراق ) ل رشيد الخيون :
فحسب العقيدة المندائية " لم يتزوج أبناء آدم أخواتهم انما ارسلت البنات الى عالم آخر فيه أناس مثلنا يسمونه مشوني كشطه أي أرض العهد و جيئ بفتيات من مشوني كشطه الى أولاد آدم فتزوجوهن وعلى هذا الأساس فالمرأة في نظر الدين من عالم غير عالمنا فقد أتت من عالم الطهارة "
و حجة المندائيين أيضا في طهارة المرأة " أن آدم خلق من طين و حواء خلقت من جسمه وعلى هذا الأساس فتسمية الابن باسم أمه أعلى من تسميته باسم أبيه ( آدم من طين اهوه هوه زوي من كان ادنافشي اهوت ) أي أن آدم من طين و زوجته حواء من نفسه و بذلك فهي أطهر من الطين "
اعتقد المندائيون بوجود بشر خارج كوكب الأرض فالكواكب السماوية عندهم ما دون عالم النور اتخذت سكنا للبشر الشبه روحيين و الكائنات النورية وكتبهم الدينية ترشد الى عوالم يسكنها بشر مثلنا وتركز بالدرجة الأولى على عالم العهد مشوني كشطه و تذكر أيضا أن البشر في هذا العالم لا يختلفون عنا كثيرا وعلى هذا الأساس فقد أمر هيي ربي قدماي الحي الأزلي بنقل بنات آدم من هذا العالم ( آراه تبيل ) الأرض و جلب زوجات من عالم كشوني مشطه لأولاده .
و يصف غضبان رومي و هو أحد أبرز المثقفين المندائيين مستقبل العلاقة بين انسان الأرض و انسان الكواكب الأخرى حسب تصورات ديانته بالقول " من ذريتهن تكون الانسان الحالي الذي أخذ يزحف من عالمنا هذا نحو الكواكب الأخرى و ليس ببعيد أن يصل في آخر المطاف الى عالم مشوني كشطه و ينزل ضيفا على أخواله .
عن الدروز و علاقتهم بعبادة الأنثى :
الدروز فرقة انسلخت عن الطائفة الاسماعيلية ابان الدولة الفاطمية حوالي الألف ميلادي و قد حافظت على جوهر الاسماعيلية من طقوس سرية قديمة تعود الى عصور الأنثى السعيدة وتهدف الى تذليل الروح و تأنيثها كما أنهم قد احتفظوا بنجمة فينوس الخماسية كشعارا لهم وهو شعار عبدة الأنثى بشكل عام
أحد أهم المتصوفين السنة و اسمه ابن عربي يقول في شعره :
نكحت نفسي بنفسي فكنت بعلي وعرسي
هذا بالضبط هو هدف عبدة الأنثى أي بأن يتجهوا الى الأنثى بداخلهم و يصبحون موحدين
xx للأنثى xy للذكر و لكننا الى الآن تحت تأثير y وحيدا و علينا أن ندمجه بال x بداخلنا و هذا ما أشار اليه القرآن ( و اذا النفوس زوجت )
التصوف سري مؤلف من 7 درجات لتذليل الروح و افراغ مكان للحقيقة و هذا الافراغ هو عملية تأنيث انقياد استسلام قبول عمل انثوي أولا و أخيرا .
سئل مرة أحد المتصوفين للتهكم عليه :
هل أنت السلطان
فأجاب أعلى
هل أنت النبي
فأجاب أعلى
هل أنت الله
فأجاب أعلى
فقالوا لا شئ أعلى من الله
فأجاب أنا هذا اللا شئ
من جانب آخر فانهم يقدسون ليليث تلك الأنثى الأولى المتمردة القوية وهم من أطلق أغاني التراث عن ليلى و الليل ( يا عين يا ليل ) حيث أن العين أيضا رمز ليليت الأنثى القائدة و العائدة ذات يوم
في كتابه ( الفتوحات المكية ) هنالك باب مكرس للمرأة يفضلها فيه عن الرجل
فمثلا آية " للرجل مثل حظ الأنثيين " قال ذلك لقوة المرأة و تعويضا لضعف الرجل
و قد و ظف الآية التي تجعل شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد ليعطيها دلالة مضادة : " ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى " فقال ان النسيان جزئي هنا و هو كلي في الرجل اذ أخبر القرآن عن آدم أنه " نسي و لم نجد له عزما " وقد أعطى المرأة صفة الهية وهي عدم النسيان كما في قول موسى :
" لا يضل ربي و لا ينسى "
و في تداعيات أكثر جدية للمتصوفة السنة في تقديسهم الأنثى يقول الشيخ :
ان من شرف التأنيث اطلاق الذات على الله و هي مؤنثة فنقول الذات الالهية و قد نهى الله أن نتفكر في ذات الله مما يعني قدسية الذات المؤنثة و التي لا يجوز أن يطالها الفكر وعدم قدسية التوحيد المذكر واباحته بالتالي للكلام ( على حد تعبير الشيخ الأكبر )
لمحة سريعة عن فرسان المعبد
هم رهبان محاربون تم تشكيلهم في فرنسا كذراع عسكري لجمعية سيون السرية انهم الذراع العسكري للعظماء المغرورين من سيون و نجد هؤلاء الرهبان المحاربين نفسهم قديما في التاريخ الشرقي ( معلمي الكونغفو الأوائل ) و كذلك ( الحشاشين ) انهم هم نفسهم فرسان المعبد لهم أسرارهم الخاصة و تدريباتهم الخاصة أما أهدافهم فغير واضحة .
بعد أن قضى بابا الفاتيكان على فرسان الهيكل في فرنسا ( الجمعة 13 ) بدأ بملاحقتهم في الشرق الأوسط أيضا ( الصليبيين ) حيث كان لهم حصانة خاصة من ملوك أوروبا لكنها سقطت عنهم فجأة
هنا قام فرسان المعبد بالاتفاق مع الحشاشين أو ( الفدائيين الاسماعيليين ) واللذين بدورهم قاموا بالاتفاق مع صلاح الدين وبدؤوا حملة مدروسة ضد الصليبيين التابعين للفاتيكان انتقاما لفرسان المعبد
فرسان المعبد بهذه الأثناء قاموا باللجوء الى الجبال الساحلية السورية و اللبنانية بينما انسحب باقي الصليبين الى أوروبا عائدين .
لاحظوا مثلا :
لباس المرأة الدرزية التقليدي لا يختلف عن لباس المرأة الأوروبية في القرون الوسطى وخاصة بهذه القبعة الطويلة القمعية الشكل و التي ترتديها المرأة الدرزية كلباس شعبي
كذلك شوارب الرجال الدروز التقليدية المبالغ فيها هي نفسها ( موديلا ) شوارب فرسان الهيكل التقليدية
لجوء ديني و انصهار تام و بكل أريحية فعبدة الأنثى جميعا يتعاونون فيما بينهم ان لم نقل أصلا بأنهم جماعة واحدة أو دم واحد ( اخوة )
في قلعة المرقب في بانياس على الساحل السوري يوجد رسم كبير في سقف احدى القاعات للوحة ليوناردو دافينشي ( العشاء الأخير ) رسمت من مئات السنين بشكل غامض
فكيف وصلت الوحة الى هناك و لماذا و خاصة بأن ليوناردو قد ولد بعد انسحاب الصليبيين من الشرق الأوسط
و قد علمنا الآن من رواية دافينشي كود بأنه كان زعيما لجمعية سيون السرية فمن الطبيعي أن يخلده اللاجئين التابعين له في الشرق الأوسط ( فرسان المعبد )