فلسطينيو الأردن سفلة كانوا يسرقون ويغتصبون ويرتكبون الجرائم وينشرون الفوضى في المدن الأردنية وهو السبب الذي دفع الملك حسين إلى قتالهم وحربهم في أيلول " و" الجيش الأردني هو الذي خاض معركة الكرامة وانتصر بها لكن عرفات وجماعته سرقوا النصر ونسبوه لأنفسهم "
هذه فقط عينة مما ورد في كتاب يوزع اليوم على نطاق واسع في الولايات المتحدة ومؤلفته ليست يهودية أو صهيونية ولا تعمل في المخابرات الإسرائيلية مثلا ولا هي طابور خامس يهمها تشويه صورة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ...
وإنما هي ببساطة " الملكة نور " وهو الاسم الحركي الذي أطلقه الملك حسين على مهندسة أميركية اسمها " ليزا " دخلت قصره كعشيقة قبل أن يتورط الملك بالزواج منها فتتورط في كل الفضائح التي عرفناها عن القصر الملكي وتكون السبب المباشر مع صديقها سميح البطيخي في الانقلاب الذي وقع داخل القصر قبل موت الملك حسين بأيام ... لتنتهي " مؤرخة " للأردنيين تكتب عن عاداتهم وتقاليدهم وتفضح أسرارهم وتنهش في أعراضهم دون أن تعرف كلمة واحدة باللغة العربية
ما فعلته وتفعله المذكورة يعتبر وفقا للقانون الأردني إساءة للوحدة الوطنية وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن خمس سنوات ... لكن " ليزا " لن تدخل السجن ولو لساعة واحدة ... لا بل أن من يتجرأ من الأردنيين مثلا أن ينتقد كتابها المسخرة سوف يدخل السجن ثلاث سنوات لان عمله يعتبر " تطاولا على الذات الملكية " وهي التهمة التي ألصقت بالزعيم السياسي الأردني البارز ليث شبيلات الذي انتقد فيما نقد بكاء " ليزا " الحار في جنازة رابين ناسية أو متناسية أنها زوجة لملك عربي " هاشمي " احتل رابين ولا يزال نصف مملكته وقتل آلاف الأردنيين ولا يزال يعتقل المئات منهم .... نور وزوجها بكيا وذرفا الدموع وانتحبا في الجنازة أكثر من زوجة رابين نفسها
الفلسطينيون ليسوا وحدهم الذين تعرضوا للإساءة في كتاب " ليزا " ... فالملكة توزع في كتابها الإساءات على الجميع ... وبدأت طبعا بخصمها اللدود الأمير حسن ولي العهد وزوج ابنته ناصر جودة وزير الإعلام والذي وفقا لما نشر آنذاك سخر أجهزة الإعلام للترويج لعمه - والد زوجته - إلى الكشف عن سذاجة الأميرة عالية ... ومرض الأمير طلال بن محمد ... إلى عشيقة الملك حسين ... إلى أم قابوس والشيخة فاطمة وصدام حسين انتهاء بثقيل الدم معمر القذافي وزوجته ..... إلى التهجم على الرئيس المصري حسني مبارك وزوجته ... انتهاء بتلفيق القصص وتزوير التاريخ ... ومنها أن عرفات وقع بالأسر خلال مجازر أيلول وان الملك أطلق سراحه وهذا كما هو معروف غير صحيح
الكتاب صدر باللغة الإنجليزية بعنوان " Leap of Faith " والترجمة بالعربية قد تكون " قفزة عقيدة " أو " نفحة إيمان " وهي الترجمة التي اختارتها جريدة الحياة اللندنية التي نشرت فصولا من المذكرات ونطت عن الكثير من الفضائح الواردة فيها
يقع الكتاب في 467 صفحة وتجده معروضا للبيع هذه الأيام في المطارات والمكتبات والأكشاك في طول أميركا وعرضها وهو ما لم يتوفر حتى لكتب مسؤولين وصحفيين أميركيين كبارا مما يشير إلى أن هناك جهة ما - غير دار النشر - دعمت هذا الكتاب ولها مصلحة في توزيعه على نطاق واسع بين الأميركيين ... بخاصة في هذا الوقت بالذات الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية إلى مفترق طرق ... وتتكالب المصائب على الأمة العربية
لن تجد الكثير في المقدمة عن سيرة الملكة نور الشخصية اللهم إلا أشارتها إلى أن قارئ فنجان بشرها بأنها ستتزوج من عربي ارستقراطي ... هذه " القدرية " تتكرر كثيرا في كتابها ربما لتفسر الكثير من الأحداث أو تبررها ... فهي أصبحت زوجة لملك عربي ليس لأنها " دست " إلى غرفة نومه من خلال " علي غندور " المتخصص بهذه القضايا وإنما لان قارئ فنجان بشرها بذلك
ليزا تزوجت الملك وهي في السادسة والعشرين من العمر وكان يكبرها بستة عشر عاما ... هذه إلى 26 سنة لا تكاد تجد لها ذكرا في الكتاب الذي يفترض انه " مذكرات " وأدب المذكرات له أصوله طبعا ... ومع ذلك أشارت نور من بعيد إلى إحدى أهم المرويات عنها في الشارع الأردني بعد الإعلان عن زواجها من الملك وهي حكاية علاقتها بمحام أميركي أفريقي وإنجابها ولدا " اسود " منه ... وهو ما أوردته من ضمن مجموعة " إشاعات " قالت إنها أطلقت عليها من قبل خصومها المهم أن نور لم تؤكد في كتابها أنها كانت " بنت بنوت " ولا أظنها ستقنع أحدا أنها كفتاة أميركية بلغت سن السادسة والعشرين دون أن يكون لها " بوي فرند "
تعترف " ليزا " أنها التحقت بالعمل في شركة عالية للطيران كمهندسة وكان أبوها نجيب الحلبي قد عين كمستشار لهذه الشركة بعد طرده من رئاسة شركة " بان أميركان " بعد اتهامه بالفساد والتسبب بانهيار الشركة ماليا ... ومن خلال صديقه علي غندور تمكن الحلبي الذي مات مؤخرا في واشنطن من زرع ابنته في قصر الملك ... نور تعترف أن " الإشاعات " ذكرت أن أم الملك زين قتلت زوجة الملك الفلسطينية " علياء " وان زرع فتاة أميركية كزوجة في القصر كان مخططا أميركيا إلا أنها تنفي هذا الاتهام بروايات عن علاقات حب صامتة ربطت الملك بها إلى أن قال لها يوما " أنا مش قادر أتحمل ... أريد التحدث مع أبيك " ... ثم تقول أن الملك وقع في غرامها عندما نظر في عينيها لأول مرة إلى آخر هذه المرويات التي تريد " ليزا " أن تضحك بها علينا لتبرر دخولها المشبوه إلى القصر ناسية فيما يبدو أن الملك الذي تتحدث عنه ليس " مراهقا " وأنه " نسونجي "معروف دوب قبلها ثلاث زوجات وعشرات العشيقات منذ أن كان طالبا في مدرسة " هارو" في لندن إلى أن أصبح ملكا يبدل العشيقات اللواتي يوظفهن علي غندور في شركة عالية للطيران كما يبدل جواربه .... الملك حسين ليس من النوع الذي يحب من أول نظره
الأمر الذي لم توضحه " ليزا " في كتابها هو السر في دخولها إلى قصر الملك ومعاشرتها له ومخالطتها لأولاده الصغار ... فهي كما تقول مهندسة معمارية ولكن مروياتها تؤكد أنها كانت تعمل " بيبي ستر " للملك وأولاده وإنها كانت تعيش مع الملك في قصره وتعد طعام الإفطار له ولأولاده الخ .... الذي لا تعرفه " ليزا " هو أن علاقتها غير الشرعية بالملك كانت معروفة آنذاك لرجل الشارع الأردني ... وان الملك اضطر إلى إعلان الزواج بها للخروج من هذا الحرج ... فهو كملك عربي مسلم يزعم أن النبي محمد هو جده لا يستطيع أن يتخذ " جيرل فرند " على هذا النحو ...
وكان الأمير حسن ولي العهد أول من لفت نظر الملك إلى هذه المسالة ... ولعل هذه تكون أول مواجهة أو بداية للمواجهات فيما بعد بين " نور " و " والحسن "
وهي المواجهات التي انتهت بطرد الحسن من ولاية العهد بمعاونة قوادين لنور هما قائد الجيش " عبد الحافظ الكعابنة " ورئيس المخابرات " سميح البطيخي " الذي كانت زوجته الإنجليزية " جيل " تعمل كوصيفة لنور وتعد ابنها للزواج من ابنة نور ....
الطريف انك لن تجد في كتاب نور أية تفصيلات عن علاقتها بالبطيخي ربما لان الإعلان عن تورط البطيخي بسرقة ثلاثة بنوك أردنية قد تم في الوقت نفسه الذي دفعت فيه نور بكتابها إلى النشر الأمر الذي وفر لها - كما يقال - الوقت الكافي لحذف فصل كامل كان مكتوبا عن البطيخي وكرمه وحسن سيرته وولاءه وأخلاقه العالية وفضله عليها وعلى أولادها .....الخ ....
كما انك لن تجد إشارة واحدة إلى الفريق عبد الحافظ الكعابنة الذي لعب دورا في عزل الأمير حسن لان هذا أيضا تورط بفضيحة بيع أسلحة الكلاشنكوف الفلسطينية إلى تجار المخدرات في كولومبيا
يتبع